حين يجمع المسؤول بن بين مسؤولية الدولة ومسؤولية الثقافة والتنوير فإن المهام العضال تدفعه ليسجل اسمه بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ خاصة لو كان المسؤول بحجم وتبعات ما يلقي على سمو النائب الثاني ووزير الداخلية سمو الامير نايف بن عبدالعزيز المسؤول الاول عن أمن البلاد وأمن المواطن، ومن قلب هذه المسؤولية تنبعث المسؤولية الثقافية والعلمية التي تتأتي من الايمان السعودي التليد بأن الاسلام هو مصدر الحياة والنماء لشعب المملكة وان الشريعة الاسلامية هي مصدر الحكم وان الاسلام هو مبعث النهضة وان السنة النبوية الشريفة ومنهاج النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم يحتاج عبر الزمان لدراسات وابحاث علمية مستفيضة لاخراج كنوز المعارف والوقوف على حكم الازمان والاسترشاد بمنهاج النبوة. ومن هنا تاتي اهمية الرعاية التي يوليها سموه لمشروع جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة التي تتواصل بشكل ناجح وفعال منذ دورتها الأولى في المدينةالمنورة في الخامس عشر من ربيع الأول في عام 1426ه. وتأتى جهود سمو الأمير نايف الكبيرة في وقت يحاول فيه بعض الغربيين استهداف الدين الإسلامي، ولكن الشريعة الإسلامية والسنة النبوية، كما يؤكد سمو الأمير نايف دومًا، قادرة على أن تجيب على كل مستحدث أيا كان حتى نثبت أن دين الإسلام قادر أن يكيف مع أي وضع مستجد لأن شرع الله وهو الأعلم بما يحدث في هذه الحياة ونهج رسول الله هو المعبر عن ما أمر الله بها. وامتدت أيدي العطاء لسموه لتشمل العديد من المجالات التي كان فيها منفعة للإسلام والمسلمين في داخل المملكة وخارجها بصورة نالت احترام العالم وإعجابه، فلسموه دور إنساني مميز من خلال رعايته ودعمه وتشجيعه المستمر للجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول الإسلامية المتضررة، ومطالبته المستمرة -حفظه الله- بضرورة التمسك بالثقافة الإسلامية العربية من خلال دعمه للكثير من الأبحاث الإسلامية التي تهدف لخدمة الإسلام ومنها كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية بجامعة موسكو في روسيا الاتحادية والذي انشئ عام 1995. وشملت جهود سموه أيضًا توجيهه بإنشاء لجنة للمناصحة حيث استفاد من ذلك عدد من المطلوبين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، كما حظي أبناء الشهداء بمكرمة من ولاة الأمر ورعاية من سموه -حفظه الله-. وفي الحفل الختامي لتوزيع الجائزة في دورتها الثالثة الذي اقامته الأمانة العامة للجائزة بالمدينةالمنورة بقصر ليلة عمر حدد سموه الملامح الاساسية للجائزة والغايات الكبرى منها. وقال ان الانطلاقة المعطرة لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة تعد ترسيخًا وتأكيدًا لنهج المملكة العربية السعودية المبارك واستكمالاً واستمرارًا للعناية المتواصلة التي حظيت ولا تزال بها السيرة النبوية . وأضاف سموه: إن الجائزة في موضوعها ومضمونها ورسالتها تعكس صورة مشرقة متجددة من صور عناية هذه البلاد المباركة للاسلام عمومًا وللسنة خصوصًا، وهي جائزة علمية عالمية تكتسب قيمتها ومكانتها من ارتكازها على مجال السنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة، وهذا يقتضي وضوح الأهداف وسلامة التخطيط ودقة الانجاز . وتهتم جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة التي يرعاها سمو الأمير نايف بتشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها والدراسات الإسلامية المعاصرة، وإذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في كافة أنحاء العالم. كما تعمل على الإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين حاضرًا ومستقبلاً مع إثراء الساحة الإسلامية بالبحوث العلمية المؤصلة. ومن أهداف الجائزة إبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف وصلاحيته لكل زمان ومكان والإسهام في التقدم والرقى الحضاري للبشرية. وهناك فرعان للجائزة، الفرع الأول السنة النبوية، والفرع الثاني الدراسات الإسلامية المعاصرة. وتتولى اللجنة العلمية للجائزة تحديد التخصصات التي تندرج تحت كل فرع من هذين الفرعين وكذلك الموضوعات التي يتم طرحها للتنافس في كل فرع ولكل دورة من دورات الجائزة. أما جائزة الأمير نايف بن التقديرية لخدمة السنة النبوية وعلومها فهي جائزة عالمية تقديرية تمنح بصفة دورية كل عامين في مجال من مجالات خدمة السنة النبوية ومن أهدافها تكريم أصحاب الجهود المتميزة في خدمة السنة النبوية وتشجيع الباحثين وترغيبهم في خدمة السنة النبوية تأليفًا وتحقيقًا وتدريسًا وتقنية وتعريف الأجيال بالجهود المعاصرة والمتميزة في خدمة السنة النبوية مبينًا أن مجالات منح الجائزة ترتكز في تحقيق الكتب التراثية في السنة النبوية ودراستها والتأليف في موضوعات السنة النبوية والانقطاع لتدريس الحديث النبوي وتطويع التقنية في خدمة السنة النبوية. يطرح في كل دورة من دورات الجائزة ولكل فرع في فرعيها موضوعات في تخصصات مختلفة ويكون هناك فائز واحد في كل موضوع فيكون مجموع الفائزين أربعة وإذا لم تستحق الجائزة في موضوع من الموضوعات المطروحة حجبت في تلك الدورة. تنظم الجائزة مرة واحدة كل عام ويتم الإعلان عن موضوعات الجائزة في فرعيها قبل وقت كاف ومن خلال وسائل الاتصال على مستوى الجائزة. ومن مهمات الهيئة العليا للجائزة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إقرار الخطط والسياسات العامة للجائزة، واعتماد اللوائح الخاصة بالجائزة وتعديلها، وإقرار موضوعات بالجائزة، واعتماد أسماء الفائزين بالجائزة، وإقرار الميزانية والحساب الختامي، واعتماد التقرير الختامي. ويكون للجائزة أمانة عامة تتولى جميع الأمور العلمية والمالية والإدارية ويعمل عدد من الموظفين المتفرغين ويكون مقرها في المدينةالمنورة وترتبط مباشرة بسمو المشرف العام على الجائزة.