وقال أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن من أعظم نعم الله على بلاد الحرمين أن هيأ لها قادة أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة دينهم والارتقاء بأمتهم، ولا غرو فهذه دولة الإسلام نشأت على رعاية الدّين والعقيدة، وتأسست منذ اللقاء التأريخي بين الإماميين العظيمين الإمام محمد بن سعود، والإمام محمد بن عبدالوهاب على نصرة الكتاب والسنة، وتحكيمها في شؤون الحياة مع الأخذ بمعطيات التطور والنمو والارتقاء في توازن مدروس ووسطية تمثل الفهم الحقيقي لهذا الدين؛ ولذا فإن أي أمر يخدم هذين الأصلين ويعيد المسلمين إليهما فإن القيادة تسعى لذلك بكل ما أوتيت من قوة، ويأتي في هذا الإطار الذي يعد جزءًا من سياسة المملكة، وأساسًا من ثوابتها تلك المبادرة الرائدة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأمد في عمره على الطاعة والإيمان- التي تمثلت في الجائزة العالمية للسنة النبوية، بدأت انطلاقتها في دورتها الأولى، وها هي في هذا العام المبارك تنهي دورتها الرابعة من عمرها المديد -بإذن الله- واكتسبت بُعدًا عالميًّا، وشهرةً واسعةً، ونجاحًا باهرًا، وتميّزًا في المضامين، واهتمامًا كبيرًا لا بين أبناء هذا الوطن فحسب، بل في أرجاء المعمورة، وتخصيص هذه الجائزة العالمية للسنة له مؤشراته ودلالاته الخاصة والعامة. فهو ينبئ عن شخصية فذّة محبّة للسنة النبوية، مدركة لأهميتها في معالجة القضايا والنوازل والأحكام والمستجدات، مؤمنة بأن الأمن الفكري ينبني على التمسك بالمصدرين الأساسيين الكتاب والسنّة، وفي المجال العام الأخذ بها وفهمها، والتزام الهدي النبوي هو السبيل للسلامة من الفتن والمشكلات والأزمات، والبُعد عن البدع والخرافات، والرد على أهل الشبهات الذين حادوا عن الصراط المستقيم.