في كل يوم يفاجئنا القمص / زكريا بطرس في برنامج حوار الحق المذاع في تليفزيون قناة الحياة على القمر الأوربي (هوذ برد) بأباطيل وافتراءات عن الإسلام معتمداً على عدم وجود عَالِم إسلامي معه بالبرنامج , وعلى نصوص مدسوسة من كتبٍ ملفقة . ولقد ظهر في الحلقة رقم 115 من برنامجه ( حوار الحق ) يدَّعي كشف سر الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم وأستخدم نظام الترقيم على حساب الجمل لفك شفرة هذه الحروف . ولقد عُرِف حساب الجُمَل عند اليهود والعرب قبل الإسلام واستخدمه المسلمون في تثبيت التاريخ حيث وضعوا لكل حرف أبجدي عدد يدل عليه فكانت الحروف الأبجدية تمثل أرقاماً من مجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ والعكس صحيح كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص. وعلى سبيل المثال عندما توفي السلطان المملوكي برقوق في عام 801ه قاموا بصياغة عبارة تحدد تاريخ وفاته فقالوا: مات برقوق في المشمش، وجملة في المشمش نحسب عددها كالتالي: ف = 80 ، ي = 10 ، أ = 1 ، ل = 30 ، م = 40 ، ش = 300 ، م = 40 ، ش = 300 ومجموعها 801 وهو نفس العام الذي توفي فيه السلطان برقوق. والجدول التالي يوضح كيفية ذلك . والأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم 14 حرف مجموعة في كلمة ( نص حكيم له سر قاطع ) إذا ما أهملنا عدد مرات تكرار كل حرف . ولقد أثبت القمص أن مجموع أرقام هذه الأحرف بدون احتساب عدد مرات تكرار كل حرف يساوي 693 و تعادل جملة ( السيد المسيح هو نور العالم ) باستخدام نظام حساب الجمل. وهذا الإدعاء لايحتمل الصواب مطلقاً و أوجز ردي عليه الأتي. أولاً : أنه أهمل احتساب عدد مرات تكرار كل حرف وهذا خطأ فادح . فالله سبحانه وتعالى لم يكررهذه الأحرف هباءً منثورا ً ثانياً: أن سر النص في تمامه وليس في أجزائه فلا يجوز أن نأخذ آيةً من الأحرف المقطعة بمفردها أو مع أيةٍ أخرى ونترك الباقي , و لكي نعرف السر الحقيقي وراء هذه الأحرف المقطعة يجب أن نحسبها كاملةً . وبما أنه اعتمد نظام حساب الجُمَل فأنا بعون الله أكشف لك عزيزي القارئ هذا السر . فمجموع أرقام الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم كاملةً يساوي 3385 وتعادل جملة ( احذروا أخر الزمان فتن العصر إبليس و زكريا بطرس ) . إنها حقاً مفاجئةً مذهلة أعجز عن وصفها فالقران قبل 1430 عام يحذرنا من فتنة هذا المدعي . أليست هذه معجزة من معجزات القرآن الكريم التي تفوق الحصر ؟ ولكني من هنا أتحدى هذا القمص أن يذيع هذا الكلام في برنامجه بدون حذف أو تلفيق ( إن كان يريد إظهار الحق كما يدعي ) وأعدك عزيزي القارئ بمفاجئةٍ أخري من هذا النوع في العدد القادم إن شاء الله , وأدعو الله أن يطيل لنا عمر زكريا بطرس ويمتعه بصحته حتى نستفيد من علمه في كشف أكاذيبه وكشف ما خفي من أسرار القران الكريم . • عضو اتحاد كتاب مصر [email protected]