تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة صباح الاثنين الماضي فعاليات مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام تحت عنوان «الأدب السعودي قضايا وتيارات»، ويشارك فيه أكثر من 500 أديب وأديبة. وقد شهد حفل الافتتاح كلمة معالي وزير الثقافة والإعلام والتي أعلن فيها عن انطلاق القناة الثقافية السعودية ابتداءً من يوم الجمعة المقبل، بحيث تمثل قناة تعنى بالحوار والثقافة إلى جانب ثلاث قنوات أخرى هي «قناة القرآن الكريم» من المسجد الحرام، وقناة «السنّة النبويّة» من المسجد النبوي الشريف، و«القناة الاقتصادية»، مشيرًا في كلمته إلى التحولات الكبيرة والجذرية في حياتنا الثقافية في الفترة الممتدة ما بين المؤتمر الأول والثالث، وكان منها اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة، وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل، وبلورة الخطاب النقدي، وولادة قصيدة النثر؛ إلى جانب اشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة، ومن ثم انفجار الرواية في السعودية وصعود الأدب الإلكتروني. كذلك ألقى رئيس المؤتمر الدكتور عبدالعزيز السبيّل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية بشّر فيها بانتظام انعقاد المؤتمر بدءًا من هذه الدورة، مشيرًا في ذلك إلى الموافقة السامية الكريمة التي صدرت بأن يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة، وأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام الإشراف على جميع دوراته، مبينًا أن ذلك سيمنح المؤتمر هوية انعقاد جديدة بمؤازرة ودعم من أصحاب الشأن الأدباء والأديبات،، مشيرًا إلى أن السبب وراء تأخير انعقاد الدورة الثالثة هو رغبتهم في أن يكون الموضوع ذا أفق أوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات ولذا أصبح عنوان المؤتمر “الأدب السعودي.. قضايا وتيارات”. كما أشاد السبيّل بجميع الباحثين الذين أثروا المؤتمر ببحوثهم وتفضلت اللجنة العلمية بفحصها وتحكيمها فأجازت منها خمسين بحثًا يتمحور هذا المؤتمر حولها، منوّهًا إلى أن المرأة لها النصيب الكبير، وهو أحد عشر بحثًا بعد أن كانت خمسة بحوث فقط في المؤتمر الثاني، ونجح المؤتمر في هذه الدورة بإصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي، خمسة منها لخمس باحثات يمثلن جامعات مختلفة. مختتمًا بالإشارة بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يمثل أنموذجًا للوحدة الوطنية تؤكدها القيادة دومًا ونسعى جميعًا إلى تحقيقها. أمّا كلمة المشاركين في المؤتمر فألقتها نيابة عنهم الدكتورة خيرية السقاف طالبت فيها بأن تكون المؤتمرات المقبلة أرحب مجالاً وأوسع أفقًا بالنسبة للمبدع، وأن لا تنصب على الأكاديميين وحدهم. فيما ألقى الشاعر الدكتور صالح بن سعيد الزهراني قصيدة بعنوان: «شغب لذيذ» جاء فيها قوله: من أين أبدأ عشقًا ما له طرف وكيف أنصف من أهوى وانتصف وكيف أعبّر والآفاق عاصفة وكل منعطف يتلوه منعطف وفي نهاية حفل الافتتاح قام وزير الثقافة والإعلام بتكريم عدد الأدباء والمثقفين، ممثلين في الدكتور إبراهيم الوزان، والدكتور حسن بن فهد الهويمل، والدكتور حسن باجودة، وعبدالعالي آل يوسف، والدكتور عبدالله بن إدريس، والدكتور عبدالله أبو داهش، والدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور محمد بن سعد بن حسين، الدكتور محمد الشامخ، وأبو عبدالرحمن بن عقيل، والدكتور منصور الحازمي. لتنطلق بعدها جلسات المؤتمر، حيث شهد يوم الاثنين أربع جلسات قدمت فيها 12 ورقة بحثية، كما قدمت يوم أمس الثلاثاء 27 ورقة بحثية على مدار 7 جلسات امتدت من الساعة 11:30 صباحًا وحتى التاسعة مساء ، فيما تختتم اليوم الأربعاء جلسات المؤتمر بأربع جلسات وأمسية شعرية، وتقديم التوصيات، حسب الجدول المرفق. توثيق سيرة الروّاد وفي سبيل إلقاء الضوء على روّاد الأدب السعودي قامت وزارة الثقافة والإعلام بإنتاج برنامج وثائقي بعنوان (رواد سعوديون) تناول السير الذاتية لأشهر الأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين على مدى مئة عام، منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وحتى اليوم. وقد تم التنسيق مع القناة الأولى بالتلفزيون السعودي لبدء عرض هذا البرنامج (رواد سعوديون) بالتزامن مع أول أيام المؤتمر. بحيث تروي كل حلقة من حلقات البرنامج في دقائق معدودة قصة حياة أحد الأدباء السعوديين، مدعومة بالصور النادرة والتعليق الصوتي عن هذه الشخصية وعن أهم إنجازاتها والإرث الأدبي الضخم الذي خلفته والأثر الإيجابي الذي تركته في الحركة الثقافية بالمملكة. مستهدفة بذلك شريحتي الشباب والأطفال بغية تعريفهم على الشخصيات السعودية الرائدة التي أثرت ماضي وحاضر المملكة، كما سيتم لاحقًا عرض نسخة مدبلجة من هذا العمل على القناة السعودية الثانية. ومن أهم الشخصيات التي تم إنتاج حلقات عنها الروّاد:حمد الجاسر، محمد حسين زيدان، طاهر زمخشري، عبدالله الجشي، حمزة شحاتة، عبدالله بلخير، محمد سعيد خوجة، محمد سرور الصبان، الدكتور محمد عبده يماني، الأمير عبدالله الفيصل، عبدالله بن خميس، عبدالله الجفري، حمد الحقيل، عثمان الصالح، محمد حسن فقي، عبدالله عبد الجبار، محمد حسن عواد، أحمد قنديل، وآخرين. ويقول مخرج برنامج «رواد سعوديون» هاني السعدي: إن فكرة البرنامج تبلورت أثناء حضوري أمسية لتكريم الأديب الراحل عزيز ضياء في نادي جدة الأدبي برعاية وزير الثقافة والإعلام، ودار الحديث حول من يستحقون التكريم إعلاميًّا ولم تسنح الفرصة لذلك، فارتأيت وبدعم من معالي وزير الثقافة والإعلام القيام بإنتاج حلقات تروي السير الذاتية لهؤلاء الرواد سواء من الرجال أو النساء، لتكون هذه الحلقات تعريفًا بأعلام سعوديين أثروا الساحة الفكرية والأدبية على مدى قرن من الزمان.. وقد وجدت دعمًا كبيرًا من المهندس صالح المغيليث وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون والدكتور محمد باريان مدير القناة الأولى بالتلفزيون السعودي؛ فلهما الشكر ولكل من ساهم في دعم وإنجاح هذا العمل.