كشف مدير الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري في تصريح ل “المدينة” عن دراسة علمية شاملة سيتم إجراؤها لتقييم عمليات التطوع في كارثة جدة والخروج منها بتوصيات تكون تغذية رجعية لإستراتيجية التطوع في الدفاع المدني مستقبلاً. وامتدح الجهود الكبيرة للمتطوعين في هذه الكارثة، مؤكداً تجدد الصور الرائعة في ثنايا الأداء المتميز والبراعة والإبداع الذي يحمله أبناء وطن المحبة والفداء، لافتاً إلى أن المواطن السعودي يحمل كل معطيات الإبداع والتضحية. وقال : مما يدعو للفخر والاعتزاز أولئك الفتية شبابا وشابات من أبناء محافظة جدة الذين شمروا عن سواعدهم متطوعين لله جل وعلا ثم للوطن وإخوانهم المنكوبين في أحداث السيول حينما شاركوا إخوانهم رجال الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والإسعاف والمساعدة على إيصال المؤن والغذاء. وأضاف: لقد تجاوزت مفرداتهم كل ما يعيق الإنسان من خوف أو تردد أو قلق فاندفعوا اندفاع الواثق بربه المخلص لدينه الصادق في تلبية نداء إستغاثة الملهوفين، وهؤلاء الشباب والشابات هم نتاج لهذا الوطن والمواطن السعودي الذي يعد بحق رمزاً للتضحية وعنواناً للوفاء ومثالاً للشهامة والإباء، فلا غرو فهم أبناء وطن راسخ بثوابته، قوي بدينه، متزن بحكم قيادته. كما أن مبادرات عدد من الإخوة المقيمين في إنقاذ المتضررين أو الإبلاغ عن بعض الحالات المحتجزة كانت هي الأخرى جهوداً موفقة ودليلاً على الوفاء والشهامة ونكران الذات. وفي مثل هذه المواقف فالجميع مواطنين ومقيمين يرغبون في ما عند الله ممتثلين قول الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) وقوله صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)، ثم إن العمل التطوعي يتضمن جهودا إنسانية تبذل من أفراد المجتمع وهي دليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني و التضحية من اجل الوطن والشعور بالمسؤولية وهي عملية تتواءم مع معطياته العصرية وتقتنياته العالمية وتسهم في تحقيق وحدة المجتمع ووحدة اهدافه واهتماماته. كما أشاد مدير عام الدفاع المدني بإسهامات المجتمع المدني والقوى الشبابية في دعم جهود كافة الجهات المعنية بعمليات الإنقاذ وإعادة الأوضاع في جدة، مؤكداً أن مشاركتهم هي بحق دليل وعي وسلوك حضاري وهو محل تقدير ومتابعة ولاة الأمر حفظهم الله. وأفاد الفريق التويجري أن برامج التطوع في الدفاع المدني معمول بها منذ فترة ليست بالقصيرة وهي برامج تعتمد على منهجية علمية وخطط تستقرئ في معطياتها إمكانية الاستفادة من كافة التخصصات العلمية والقدرات الفنية والمهارية التي تحقق أهداف العمل التطوعي. كما أعرب عن شكره العميق لوسائل الإعلام وأكد على الدور الكبير الذي قامت به كافة الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة في تغطيتها الناجحة لأحداث السيول في جدة وبلورة كافة متغيرات الأحداث في قوالب إعلامية تنقل سيناريو الأحداث بموضوعية ومصداقية وإيصال الرسائل التطوعية والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة الأحداث وإعادة الأوضاع.