الفرحة العارمة التي تثلج صدورنا وتجدّد روح الأمل فينا هي عودة وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير المبتسم دوماً سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجيّة ليكمل المسيرة يشدّ الله به وبأخيه سمو النائب الثاني عضد الملك المفدّى في خضمّ الحديث عن كارثة معشوقتي جدة وما ألمّ بها من حزن وألم وما اعترى بيئتها من خراب.. لا نريد أن نقف بكاءً على الأطلال والمآسي نندب الحظ بل علينا أن نمضي ونستشرف غداً مشرقاً لهذه العروس التي شابت قبل أوانها متفائلين ومتوكئين على قرار الملك الحكيم واللجنة التي تمخّضت عنه عسى أن تكون بداية مسارات التصحيح لمحاسبة الذين استمرؤوا أكل الحرام وسلب المال العام..(فمن أمن العقوبة أساء الأدب) و(إن الله ليذعن بالسلطان ما لا يذعن بالقرآن) ، فإذا عرفت ثلّة المفسدين في الأرض وصدر العقاب في حقها شاهده وسمعه كل الوطن كان ذلك عقاباً لها وردعاً للآخرين ونكون قد وضعنا مسيرة هذا الكيان الكبير على الطريق الصحيح لنبني مجداً بأمانة وإخلاص وذمة وضمير يحفظ مدخرات الوطن..ويبعث الأمان والطمأنينة في نفوس الأجيال القادمة فهي أمانة في أعناقنا.وفي خضمّ كل ذلك لا نريد أن نفوّت فرص الفرح فكفانا الحزن..لابد أن نسجّل بكل الفخر ما تحقّق للوطن من نجاح باهر في موسم هذا الحج رغم تشدّق المغرضين والمرتقبين الذين راهنوا على فشل هذا الموسم أمنيّاً وصحيّاً لكن الله فوق كيد الحاقدين، وكان النجاح رغم كل التحدّيات باهراً على كل المستويات إذ ليس يسيراً ولا هيّناً أن تجتمع كل الحشود الكبيرة على صعيد واحد في ازدحام وتداخل كان يمكن أن يكون فرصاً لتفشّي وباء الإنفلونزا وغيرها لكن الله سلّم ضيوفه ، وقد شرف الله وهيّأ لخدمتهم هذا الوطن وأبناءه..إنها حقاً فرحة كبرى ربما طغت عليها أحزان أمطار جدة فلم ننتبه إليها ونغيظ بها الكائدين.. أما الفرحة العارمة الأخرى التي تثلج صدورنا وتجدّد روح الأمل فينا فهي عودة وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير المبتسم دوماً سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجيّة ليكمل المسيرة يشدّ الله به وبأخيه سمو النائب الثاني عضد الملك المفدّى.. والشاهد في الأمر أن وليّ العهد قد كان يؤدّي مهامه ويمارس شؤون عمله حتى في رحلة علاجه ثم في مدّة نقاهته ليكون عاملاً مستشعراً للمسؤوليّة والأمانة والواجب مهما كانت الأسباب..وهي رسالة علّها تبلغ أبناء الوطن فالعمل الجاد هو الطريق إلى رفاهية هذا الوطن وأمنه وأمانه لأنه مستهدف من الكثيرين الحاسدين..لذلك لابد أن نحتفل بهذا الفرح كما نحتفل بجهود جنودنا البواسل الذين أدّوا ويؤدّون الواجب أيام الأعياد وبعدها بعيداً عن أهلهم وقد حقّقوا للوطن الفخر والاعتزاز ولعلّها فرصة لإحياء فكرة التجنيد الإجباري ليكون أهل هذا الكيان كلهم جاهزين للدفاع عنه في وجه من تسوّل له نفسه القرب من حدوده .