اختتم المؤتمر السنوي الثامن لمؤسسة الفكر العربي (فكر 8) فعالياته أمس بعقد حلقة نقاشية ضمت عددا من الشباب الذين عبّروا عن أهم ما استخلصوه من المؤتمر وتحدثوا بواقعية عن وضع الشباب العربي وعن أوضاع البطالة والمشكلات العامة والخاصة. وبدأت الفعاليات بتوجيه سؤال للشباب حول ماذا يريدون في الوقت الحالي، حيث أكد شريف عازم (أحد المشاركين) أن القضية الأولى التي تشغل بال الشباب هي القلق على المستقبل فقد حاولنا كثيرا أن نفصل بين السياسة والإطار الاجتماعي لكن الواقع فرض البعد السياسي على الأمور الاجتماعية، وأشار إلى أن الاستثمار في التعليم طريق جيد للشباب فكلما أزداد الشاب تعليما كلما فُتحت الفرص أمامه. وأوضح شريف ردا عن سؤال حول مدى امتلاك الشباب العربي بروح المبادرة بأن الأغلبية الساحقة من الشباب العربي لا يمتلك تلك الروح بل قلة قليلة. من جانبها رأت إيناس العياري (شابة ناشطة في المجال الشبابي) أن قضية الشباب الأولى مستقبله الوظيفي، وردا عن سؤال حول رؤيتها للمستقبل قالت إن المستقبل ضبابي وأن القلق هو المسيطر على مجموعة الشباب وذلك قياسا بالعوامل الخارجية والأزمات التي طفت على السطح في الآونة الاخيرة. وقال نوفل (أحد الشباب المشاركين في الندوة) إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الشباب العربي هي أنهم مهمشون فالحكومات لا تشركهم في صنع مستقبلهم بل تتركهم ليتخاطفهم القطاع الخاص واحدا تلو الآخر. وأكد على أن المجتمع يمارس حالة من حالات الاقصاء تجاه الشباب وكذلك الأنظمة السياسية والأنظمة العربية تمارس نفس النوع من الاقصاء أو أكثر، شارحاً أن القضية الهامة هي عدم وجود المبادرات فالدعم يقدم فقط من القطاع الخاص وهذا غير كافٍ، مبديا ثقته بقدرة الشباب العربي على تغير واقعهم الحالي، لافتاً إلى أن الشباب يتجهون إلى العمل المربح، ولا يهتمون كثيراً بالأعمال المجتمعية. وبدورها قالت يسر أن القضية التي تشغل بال الشباب هو عدم تقبل الآخر، حيث انتشر في العالم العربي مثل هذه الأفكار ويجب أن نحاربها سواء من الناحية الاجتماعية أو من النواحي الاخرى، وأبدت تخوفها على مستقبلها بصفة خاصة، قائلة إني غير مطمئنة على مستقبلي في العالم العربي وأرفض الهجرة إلى الخارج إلا إذا كانت لدراسة أو ما شبه. وأشارت إلى عدم وجود شفافية أو مصداقية من جانب الحكومات العربية فيما يخص قضايا الشباب وتنمية وقدراتهم.