في انتقاد حاد لطريقة تعاطي الإعلام الأمريكي مع حادثة قاعدة فورت هود العسكرية الأمريكية والتي أقدم فيها ضابط مسلم يدعى نضال مالك على إطلاق النار على زملائه نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالاً للكاتبين الصحفيين جودث ميلر وديفيد صمويلز أوضحا فيه أن الإسلام لا يمثل عدواً للولايات المتحدة، وإنما العدو الحقيقي هو التطرف الذي يوجد في جميع الأديان على حسب قولهما. وأبان الكاتبان أن البعض سعى لتفسير الأمر بطريقته الخاصة: "الغرض السياسي" كان حاضراً في معظم وسائل الإعلام الأمريكية التي تناولت الحادثة وقدمت نضال مالك على أنه رمز للمسلم الأمريكي، متناسية أن هناك الكثير من النماذج الأمريكية المسلمة التي تثبت يومياً احترامها لبلادها والتزامها بمصالحه وحرصها على المواطنة الصالحة. وانتقد المقال الربط بين ما أقدم عليه مالك وبعض المواقف السياسية مثل الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، وقال: بعض وسائل الإعلام الأميركية روجت لحادثة تكساس بوصف المتهم فيها سبق أن تعرض لتهديدات ومضايقات أثناء خدمته في الجيش الأميركي لكونه يدين بالإسلام ومضت الصحيفة قائلة: كثير من وسائل الإعلام تحدثت عما حدث بطريقة توحي للناس بأن كل مسلم في الولاياتالمتحدة عدو لها، مما قد يتسبب في إحداث مشكلات اجتماعية كثيرة وزيادة معدلات الكراهية ضد المسلمين لأسباب دينية بحتة مما يتعارض مع دستور هذه البلاد وأول القواعد التي قامت عليها أمريكا، والطريقة التي تناولت بها بعض وسائل الإعلام الحادثة قد يفهم منها البسطاء والعامة أن جميع المسلمين المنخرطين في الجيش الأميركي هم "خونة وعملاء محتملون"، لأنها تحاول التأكيد على أن حادثة تكساس تنبع من روح الإسلام أكثر من كونها ناتجة عن فكر سياسي متطرف ترفضه الأغلبية الساحقة من المسلمين حول العالم. وشددت الصحيفة على أنه يجب عدم التسرع في الحكم على الموقف لكون مطلق الرصاص مسلمًا من أصول عربية، مضيفة أن الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير. وأكدت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان محقا عندما قال للأمريكيين: "نحن لا نعرف جميع الإجابات بعدُ"، محذرا الجميع من "الانسياق وراء الاستنتاجات المتسرعة"، في إشارة أي محاولة لربط الهجوم بديانة مرتكبه. ومضى المقال بالقول: على الأمة الأمريكية أن تعي جيدا أن الولاياتالمتحدة ليست في حرب ضد المسلمين أو الإسلام، وإنما هي في حرب ضد المتطرفين والإرهابيين الذين يستخدمون المفردات الدينية لتحقيق مآربهم السياسية. وفي هذه الحرب لا ينبغي التريث في مواجهة "الإرهابيين" سواء أكانوا مسلمين أم يهودا أم هندوسا أم بوذيين أو من نمور التاميل أو من ناشطي حقوق الحيوان. وأشارت الصحيفة إلى دعوات الرئيس أوباما إلى التفاهم مع المسلمين ومساعي إدارته لتحسين العلاقات الأمريكية الإسلامية التي تضررت بشدة خلال ثماني سنوات من حكم جورج بوش الابن. وأشادت بالمؤسسات الإسلامية التي سارعت إلى إدانة الحادث، وأعربت عن مواساتها لعائلات الضحايا، مؤكدة أن الإسلام براء مما أقدم عليه نضال. وختمت الصحيفة بالإشارة إلى عدم وجود أي مؤشرات على استهداف المسلمين في الولاياتالمتحدة على خلفية هذه الحادثة، لكنها شدّدت على أنه من المبكر القول بأن الأزمة مرت بسلام، خاصة مع موجود شبكات تليفزيونية تتربص بالمسلمين ومؤسساتهم؛ بغية ربطهم بالإرهاب والمطالبة بالتخلص منهم، على اعتبار أنهم طابور خامس في المجتمع الأمريكي.