حدثت الكارثة وانتهت، وأقلعت سماء جدة عن صب المزيد من الامطار .. وتوقف جريان السيول في الأودية الخمسة التي اخترقت جسد العروس يوم التروية، لكن سيول التغطية الاعلامية للحدث وخاصة هنا على صفحات «المدينة» لا تزال تتواصل بقوة وتركيز كبيرين وتسابق الزمن في التميز على مستوى الصحافة المحلية وتنافس أيضا بقية وسائل الاعلام المختلفة ووسائطها المتعددة. * هكذا أرادتها «المدينة» تغطية من طراز إعلامي جديد لفتت به الانظار ونالت عليه كل الاهتمام والمتابعة.. فمن تابع أعداد «المدينة» منذ وقوع الكارثة الى يومنا هذا يجد انها استطاعت ان تقدم نفسها وتؤكد ريادتها وتجسد مصداقيتها.. ولا تزال - بعد مرور اسبوعين على الحدث - تتمسك بمركز الصدارة كخيار لا غنى عنه لدى القارىء والمسؤول والمهتم على السواء. «المدينة» ومحركات البحث * إن إطلالة سريعة على محركات البحث في الشبكة العالمية «الانترنت» يمكنها أن تقدم دليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً على النجاح والتفوق والتميز الاعلامي الذي حققته «المدينة» في وضع الكارثة أمام الجميع على بساط مفتوح من الشفافية والمصداقية والجرأة.. ولهذا السبب جاء الطلب على ما نشرته وتنشره «المدينة» عن الكارثة ليحطم ارقاماً قياسية، ويسجل اسمها في المراكز المتقدمة على قوائم محركات البحث الشهيرة فكانت بحق مرجعية إعلامية تواكب الحدث لحظة بلحظة وتقدم تفاصيل المأساة بكل دقة. * كانت «المدينة» ولا تزال تشعر بكبر حجم الكارثة وفداحة ما خلفته من خسائر وأضرار وتداعيات وتحولات كبيرة وخطيرة ومؤثرة على كافة الاصعدة والمستويات، ومن هنا تفاعلت مع ما جرى وركضت خلف كل التفاصيل فقدمت عملاً صحفياً راقياً ومهنياً لأبعد الحدود.. ولو أردنا تأطير الجهود التي قام بها فريق العمل بقيادة رئيس التحرير لضاقت هذه المساحة عن حصر كل ذلك لكننا وعلى طريقة «المختصر المفيد» نقول إن «المدينة» سجلت سبقاً مميزاً بتوفيق من الله عز وجل ثم بحرص جهاز التحرير على أن تكون صحيفتهم عند حسن الظن وفي محل الثقة. النقاط الساخنة والخطوط الحمراء * كانت صفحات «المدينة» تنضح بالأخبار المميزة والصور الرائعة والمقالات الجريئة والرسوم الكاريكاتورية الساخرة والاحصاءات الدقيقة وكل أدوات العمل الصحفي الاخرى التي تم تسخيرها بمهنية عالية ومصداقية لنقل الحدث كما هو بل غاصت «المدينة» في ما وراء الحدث وكشفت العديد من الخفايا والاسرار وما لم تشاهده الوسائل الاعلامية الاخرى.. بل ذهبت الى النقاط الساخنة واقتربت من الخطوط الحمراء فسلطت الأضواء على الكثير من مظاهر الإهمال وصور الفساد التي تسببت في حدوث هذه الكارثة. الجوانب الإنسانية * كان فريق التحرير كخلية نحل يمشط الأحياء المتضررة كل يوم ليصطاد الجديد ويكشف المزيد.. بل ساهم بعض الزملاء في أعمال الانقاذ ومساعدة المنكوبين واستطاع البعض منهم التعرف على ذويهم المفقودين من خلال تغطيات «المدينة» وتركيزها على الجوانب الانسانية في هذه الكارثة المروعة.. كما كانت «المدينة» سباقة الى نشر أسماء المتوفين وأسماء المفقودين في قائمة يتم تحديثها لحظة بلحظة ويوما بعد آخر. ** وباختصار شديد نقول إن «المدينة» حملت لواء الاعلام الجديد وقادت مركب التغطية الصحفية بكل صدق وشفافية.. وحق لها ان تفخر بهذا وتعتز لإنها قبل وبعد كل شيء تحترم القارئ وتعتبره شريكها الحقيقي ولابد أن يكون هو الرابح الأكبر.