في يوم السبت الحادي عشر من ذي الحجة لعام أربعمائة وثلاثين بعد الألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الموازي للثامن والعشرين من شهر نوفمبر لعام تسع وألفين ميلادي ، سجل التاريخ حدثاً عظيماً وعطاء جديداً لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بافتتاحه مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ، ثالث أكبر المدن الطبية بالمملكة العربية السعودية، خدمةً طبية لضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام من المعتمرين والزوار وميزة ينعم بها أهالي البلد الحرام طوال أيام العام ومرجعية طبية ، يُتوقع أن تكون معياراً للمؤسسات والمراكز الطبية التخصصية والعامة ، لما تضمه هذه المدينة من إمكانيات عالية ، وتقنيات متقدمة ، ورؤية ثاقبة لخادم الحرمين الشريفين ، ليأتي الدور عظيماً من حيث الشرف، ثقيلاً من حيث المهمة والرسالة التي تقلدها معالي وزير الصحة لتتماشى الرسالة السامية مع الرؤية الثاقبة لهذه المدينة التي رسمها عبدالله بن عبدالعزيز وإني إذ أشكر الله على هذه النعمة كأحد المواطنين المحبين للأرض الطاهرة والعائشين في كنفها أتوجه بخالص الدعاء لخادم الحرمين الشريفين على هذه الإضافة الخدمية للعاصمة المقدسة وذلك العطاء المتجدد فأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته ، كما أنني في هذه المناسبة العظيمة أتوجه لمعالي وزير الصحة بنصيحة يمليها على ديني وواجبي وولائي لهذا البلد المعطاء كيف لا وخادم الحرمين الشريفين منذ أن تولى زمام الحكم لهذه البلاد صرح بذلك في كلمته المشهورة قائلاً «أتوجه اليكم طالبا منكم أن تشدو أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء» فأقول يا وزير الصحة إننا أهالي مكةالمكرمة ننعم -ولله الحمد- بمراكز طبية متخصصة ذات إمكانيات طبية متقدمة ، وكفاءات بشرية متميزة ، إلا أنها تنقصها الرقابة المستمرة والإدارة الواعية لمسؤولياتها القادرة على إعداد آليات عمل داخل أروقة المستشفيات والمراكز الطبية من حيث التعامل وتقديم الخدمة الطبية المتميزة فالدولة ولله الحمد لم تدخر شيئاً في الإنفاق على الرعاية الصحية والخدمات الطبية ، وما تتطلبانه من تقنيات ، وأجهزة حديثة ، تضاهي بل تفوق كثيراً من الدول المتقدمة التي تميزت علينا بأنظمتها التي تقدم بها الخدمة فكلنا أمل أن تكون هذه المدينة تحت نظركم المباشر وإشرافكم المستمر وأن تكون معياراً ومرجعية طبية ولن يتم ذلك إلا بتوفيق المولى سبحانه ثم بإدارة حكيمة قادرة على تنفيذ برامج العمل الإداري والطبي داخل المستشفيات برقابة ذاتية واعية مدركة لعظم المسؤولية ويا حبذا لو طُبق معيار مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ونظامه وآلياته العملية وأن يكون ذلك واقعاً ملموساً لا أخبار إعلامية وشهادات للجودة تُعلق في المكاتب والممرات حفظ الله الجميع من كل مكروه وسدد الخطى وأعان الجميع لخدمة هذا البلد الحرام. محمد عبدالله بن خزيم - مكة المكرمة