أثار امتلاء نفق طريق الملك عبدالله في جدة بالمياه بالكامل جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة الأربعاء الماضي الكثير من التساؤلات حول المشروع وأساليب تصريف المياه التي بنيت الدراسات الهندسية وأعمال المقاولات على أساسها. وقد كان النفق جزءًا من مشروع ضخم لتطوير المنطقة وفك الاختناقات المرورية ودعم الأنشطة التجارية والاقتصادية في هذه المنطقة الحيوية من محافظة جدة، وقد بلغت تكاليف إنشاء المشروع نحو (172) مليون ريال خلال فترة زمنية استغرقت نحو 34 شهرًا وتضمنت هذه التكاليف أيضًا إنشاء جسر الملك عبدالله وإنشاء جسور دائرية بطول 30 مترًا وعرض 17 مترًا فوق المعبر السفلي وتحت الجسر المتحلق شمال وجنوب التقاطع الفعلي بين طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله إضافة إلى جسور الامتداد في المنطقة لشارع خالد بن الوليد وعثمان بن عفان وطريق المدينة النازل والطالع، والنفق عبارة عن معبر سفلي على طريق الملك عبدالله من الغرب إلى الشرق بطول كيلومتر واحد وبعمق أقصى 7.5 أمتار من منسوب الأرض الحالي. ويحتوى النفق على ثلاثة مسارات في كل اتجاه بعرض 3,75 أمتار مسار مع حاجز خرساني وسطي، وتم اعتماد مدخل ومخرج في كل اتجاه في منطقة وسط المعبر السفلي لتحقيق اكبر قدر من الاستفادة من المشروع. وقبل ثلاثة أشهر قدمت إدارة تخطيط هندسة المرور في أمانة جدة وفقًا لدراسة قامت بها اقتراحًا بإنشاء جسرين فوق نفق طريق الملك عبدالله الموجود حاليا، أحدهما على محور طريق المدينة الطالع، والآخر على الطريق النازل، وكل منهما بمسارين مع حركات التفافية أسفل الجسر. ومن المنتظر أن يتم طرح المشروع في ميزانية العام المقبل وتنفيذه في وقت قياسي باستخدام الخرسانة الجاهزة في كامل وحدات الجسرين ما عدا القاعدة، وذلك بعد حل مشكلة مواقع الخدمات. ولم يخل المشروع الخاص بجسر الملك عبدالله والنفق من مشاكل عديدة اعترضت طريق تنفيذه غير مشكلة تصريف المياه الحالية، ففي شهر أغسطس من عام 2005 أوردت الصحف عن تأجيل الافتتاح المعتمد للمشروع في أعقاب قرار إدارة المرور بمحافظة جدة بعدم إمكانية تشغيله في ذلك الوقت لما قد كان سيترتب على ذلك من حوادث مرورية خصوصاً للقادمين من الجنوب باتجاه الشمال. وكانت جولة لجنة إدارة المرور قد اكتشفت بعض العوائق منها عدم سفلتة الشوارع الفرعية المحاذية للنفق التي تربط الشرق بالغرب والعكس فيما تعاني الطبقة الاسفلتية في الموقع من هبوطات وحفر وعدم تساويها ممّا ينذر بحوادث مرورية وأصرت إدارة المرور على أهمية استكمال أعمال السفلتة لضمان سلامة مرتادي الطريق ولا يكون المشروع سببًا في وقوع الحوادث.الجدير بالذكر وطبقًا للأرقام التي أعلنتها أمانة جدة فإن الأمانة قد خصصت لها لمشاريع الطرق ما يزيد على 700 مليون ريال من ميزانية العام الحالي، وانفاق ضمن المرحلة الثانية بالإضافة إلى 50 مليون ريال لتحويل الخدمات من مواقع مشاريع التقاطعات، ويجري العمل حاليا في 18 مشروع تقاطع ما بين جسور وأنفاق تصل تكلفتها إلى ما يقرب من المليار ريال، ومن المتوقع أن يتم استلام 10 منها في غضون عام.