صدق القائل إن لوطنك عليك حقا فآه يا وطني ما أعذبك، وما أحبك لقلبي حاضراً غائباً تختلف البلدان وقد تتشابه، تختلف المدن وقد تتشابه، وكذلك الناس يختلفون، وقد يتشابهون، ولكن شيئاً واحداً في المضمون لا يختلف. فالإنسان هو الإنسان في علاقته بوطنه أو مدينته لاسيما اذا كان هذا الوطن هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها المملكة العربية السعودية أو أصغر صفة لرابطة الوجود، أمه وأبيه وأهل بيته، أما الغرسة التي تكبر وتمتد على مساحة وطن فهي محب الوطن فيا من لا تعرف البعد عن وطنك، وكثيراً ما تلومه أو تلوم من فيه، ارحل أياماً معدودة، أو شهوراً محدودة أو أعواماً ممدودة، ثم أرني من هناك حيثما كنت لآلئ دموعك، وجمر زفراتك. فعندما يشدك هائج الحنين فإنك تعود إلى كل زاوية ضمتك وكل وجه رآك، وكل ذكرى صغيرة أو كبيرة انغرست فيك أنت تعرف يا صاحبي كل ما هو لك، من حبة تراب أمام بيتك إلى خريطة بمساحة وطنك أقول هذا عن حنين الغياب في الغربة من جرَّب الحب، أو لم يجربه، من حن إلى حبيبةٍِ هجرت أو صديق عزيز رحل وغاب، يعرف قيمة الرابط الإنساني في الإنسان، فكيف حين يكون الغياب سفراً عن أرض، ترابها جسده، وماؤها الدم الموار في العروق وتختلف الغربة أيضاً بين غياب وبعد عن الديار والوطن، وغياب في الاغتراب عن حق السعادة. فالغريب عن الحياة الهانئة في الوطن، تأكله غربته فيه، ويحسّ بضياعه عنه. فالفوارق الطبقية قتل لإنسانية ابن الوطن الفقير الذي كل شيء في وطنه يكبر فيه. القصور تعلو بيديه، والشجر بعرقه وهو صانع خيراته انتم يامن كانت غربتكم لنيل العلم والشرف كونوا خير سفراء لوطنكم لاتساومون على وطن احتضنكم وارتويتم من مناهل علمه الجم فأنتم تم اختياركم لمثل هذه البعثات الدراسية بعد ان تهيأت لكم هذه المنح الدراسية التي قل ما تجدونها في العالم وطنكم بحاجة ماسة لسواعد تساعد في البناء والتطوير وقد سخرت هذه الدولة الرشيدة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف كل غالٍ ونفيس في سبيل رقٌي وتعليم أبناء هذا الوطن. محمد احمد الناشري - القنفذة