انخفضت أسعار السلع أمس حيث تدافع المستثمرون على بيعها بسبب المخاوف من أن يؤدي تأجيل سداد ديون دبي الى صدمة مصرفية جديدة تخنق التعافي العالمي الهش من الأزمة المالية. وانخفضت أسعار السلع من النفط والذهب الى الحبوب نتيجة انتعاش الدولار حيث سارع المستثمرون الى التخلي عن الأصول التي تنطوي على مخاطر اذ ارتفع الدولار بمقدار نصف في المئة مقابل سلة للعملات. وقال تشو يانتشجونج المحلل في مؤسسة جينروي فيوتشرز في شنغهاي «الكثير من المستثمرين اختاروا تعاملات قصيرة الأجل للغاية في الآونة الأخيرة ويغيرون مواقفهم باستمرار. يتوترون حتى حين يسمعون حفيف أوراق الشجر وسط الرياح.»وألحقت مشكلة مديونية دبي أضرارا كبيرة بالأسواق المالية الآسيوية حيث أغلق مؤشر نيكي الياباني على أدنى مستوى له خلال أربعة اشهر وسط مخاوف من تعرض البنوك المحتمل لأي إخفاق في سداد الديون بالخليج. وطلبت دبي من دائني مؤسستين رائدتين تعليق المطالبة بديون قيمتها عشرات المليارات من الدولارات في إطار خطط لإعادة هيكلة دبي العالمية وهي المجموعة التي قادت نمو الإمارة. وانخفض سعر النفط الخام خمسة في المئة عن سعره الأربعاء الماضي الذي بلغ 74.03 للبرميل وانخفض سعر الذهب في السوق الفورية الى 1151.60 للأوقية (الأونصة) منخفضا بنسبة 3.4 في المئة عن سعر الإقفال في نيويورك. وامس الاول ارتفع سعر المعدن النفيس ليسجل مستوى قياسيا جديدا اقترب من 1195 دولارا حيث هبط الدولار الى أدنى مستوياته خلال 15 شهرا مقابل سلة من العملات. وعلى نفس الصعيد قال محللون ان امارة دبي لا تواجه خطر الافلاس لكن الثمن المترتب للخروج من ازمتها المالية سيكون التخلي عن جزء من سيادتها الاقتصادية لصالح «الشقيقة الكبرى» ابو ظبي. واعلنت دبي الاربعاء الماضي عجزها في الوقت الراهن عن سداد ديون شركات تابعة لها، ما اثار ذعرا وتدهورا في العديد من الاسواق المالية الدولية وتراجع الكثير من السندات الاسلامية. وافادت دبي التي تأثرت مباشرة جراء الازمة المالية بعد سنوات من الازدهار، في بيان لها انها سمحت ل «صندوق دبي للدعم المالي» باجراء عملية اعادة هيكلة لمجموعة «دبي العالمية» المالكة لكل من «موانئ دبي العالمية» ونخيل العقارية، وهي شركة يعتقد ان ديونها تشكل السواد الاعظم من ديون الشركات التابعة لحكومة دبي. وقال البيان ان «دبي العالمية» ستطلب من جميع دائنيها ودائني شركة نخيل خصوصا «تجميد او تأجيل تواريخ استحقاق الديون حتى 30 مايو 2010 على الاقل». وقال باسكال دوفو الخبير الاقتصادي في مصرف بي ان بي باريبا ان «دبي كامارة غير معرضة للافلاس لانها تحظى بدعم ابو ظبي». وتابع «لكن هناك منافسة بين مختلف الامارات، وربما تجد ابو ظبي في ظل هذه الازمة فرصة لاستعادة السيطرة على الامارات». وتنافس دبي، وهي المركز الاقتصادي لدولة الامارات العربية المتحدة، العاصمة ابو ظبي التي تنتج اكثر من 90 في المائة من نفط الدولة، في حين ان بترول دبي شارف على النضوب. ولكن ابو ظبي سارعت الى تقديم المساعدة لدبي التي اطلقت مشاريع بناء ضخمة ترتبت عليها ديون طائلة، اذ ترافق اعلان حكومة دبي تأجيل سداد الديون مع اعلانها جمع خمسة مليارات دولار عبر بيع سندات عادية وصكوك اسلامية بالتساوي لمصرفين تابعين لحكومة ابو ظبي هما بنك ابو ظبي الوطني وبنك الهلال الاسلامي. ويشكل هذا الاصدار الشريحة الثانية ضمن برنامج السندات البالغة قيمته 20 مليار دولار والذي اعلنت عنه دبي في فبراير الماضي، علما ان المصرف المركزي الاماراتي سبق ان اكتتب بكامل سندات الاصدار الاول الذي بلغت قيمته عشرة مليارات دولار، ما فسر يومها على انه دعم من ابو ظبي لدبي. ومن المفترض ان تسدد دبي في 2010 ديونا بقيمة 13 مليار دولار، وان تسدد في 2011 ديونا اخرى بقيمة 19.5 مليار دولار.