في هذا الزخم الإعلامي الذي يحاول تغطية أحداث المتسللين المعتدين على جنوبنا الحبيب، الكل يتسابق للظفر بمعلومة إخبارية، أو صورة من مواقع الاشتباك، قنوات فضائية، صحف مجلات، ورقية وإلكترونية، كل يبحث عن ما يميّزه من الحضور والسبق الصحفي في متابعة الأحداث، وهذا حق إعلامي مشروع إذا التزم الجميع بالمهنية الصحفية والمصداقية في نقل الوقائع، أمّا التكهنات والتسرّع في نقل الأخبار للحاق ببثها ونشرها قبل التأكد من صحتها، فذاك لا يخدم بقدر ما يزيف ويضلل، وهذا ما تقع فيه بعض الوسائل الإعلامية في تغطيتها لما يجري على الأرض، هناك أخبار متضاربة حول المعارك، وما نتج عنها، فما أن تنشر بعض الأخبار حتى يتضح عكسها في اليوم التالي نتيجة للاجتهادات غير الموفقة التي تبحث عن الإثارة والسبق فقط، ومن ذلك ما نشر عن إلقاء القبض على ما سمّي بقائد بارز للمتسللين اسمه (علي عبدالله الحوثي)، وما كان بحوزته من الأسلحة والذخائر، ثم جاء نفي الخبر لاحقًا على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية!! إن وجود المتحدث الرسمي العسكري في أرض المعركة وعقد المؤتمرات الصحفية العسكرية في أحد المواقع الخلفية لجبهات القتال أمر ضروري. ليتم تزويد الصحفيين بالمعلومة الصحيحة في إطار ما يتوفر من المعلومات الحقيقية الميدانية أولاً بأول، أتمنى في الأيام المقبلة أن نشاهد مؤتمراً صحفياً عسكرياً يومياً يبث عبر التلفزيون السعودي، ويكون مصدراً أساسياً لوسائل الإعلام الأخرى، فالإعلام العسكري في أرض المعركة لا يقل بأي حال في أهميته ومسؤولياته عما تقوم به القوات في الخطوط الأمامية للقتال، لأنه المرآة الصادقة التي تعكس المجهود الحربي للمقاتلين، مما يؤدي إلى رفع معنويات القوة المقاتلة وكذلك طمأنة الأهالي والمواطنين والمقيمين المدنيين. د.جرمان أحمد الشهري [email protected]