تتوجه هذه الأيام عيون العالم الإسلامي بأكمله نحو مكةالمكرمة، حيث يقوم حوالى ثلاثة ملايين مسلم بتأدية خامس أركان الإسلام وخاتمها، ألا وهو حج بيت الله الحرام، والذي يأتي تلبية لنداء الله تعالى: «وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق». إن الحج هو رحلة سلام إلى بلد الأمن والسّلام.. يستشعر فيها الحاج قيمة الأمن في نفسه.. وفي مجتمعه.. ومع بارئه الذي جعل له هذه البقاع المقدّسة بقاعًا آمنة، تطمئن فيها نفسه، وتأمن غضب خالقها برجاء عفوه، واستشعار رحمته، والدخول في حمايته، فيعود الحاجّ وهو مهيّأ للتّوبة.. مستعد للصّلاح. لذا فإن واجب الحاج الأول والرئيس هو إخلاص العبادة لله تعالى الذي هيّأ له كل الأسباب لبلوغ هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة التي يستكمل فيها أركان العبادة، ويبتعد عن أي فعل، أو عن أي مؤثرات خارجية لتسييس الحج، وإبعاده عن أهدافه ومراميه. فاللهم احفظ الأمن والأمان في بيتك العتيق، واجعله كما أردته، والبلد الحرام (مكّة)، «مثابة للنّاس وأمنا»، تفزع إليه النفوس، وتطمئن بجواره القلوب التي اعتراها الخوف، وتأمن غضب خالقها برجاء عفوه، واستشعار رحمته والدخول في حمايته، مستشعرين قول الإمام جعفر الصّادق، وهو يخاطب الحاج بقوله: «وادخل في أمان الله، وكنفه وستره، وكلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم، ودخول البيت متحققًا لتعظيم صاحبه، ومعرفة جلاله وسلطانه». [email protected]