مسجد جواثا بالأحساء، والذي يبعد عن الهفوف حوالي 17 كلم، هو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. إذ حين أسلم بنو عبد قيس هموا ببناء هذا المسجد الذي لاتزال آثاره باقية حتى الآن، واهتمت هيئة الآثار والسياحة بالتنقيب حول المسجد وترميم بقاياه، وكذلك صيانته وتجهيزه باعتباره أحد المساجد الضاربة في عروق التاريخ، كما تقوم إدارة المنتزه الوطني بالأحساء باعتبارها الجهة المسؤولة عن المنطقة المحيطة بالمسجد برعاية وتحسين تلك المنطقة وتحويلها إلى مقر سياحي يقصده العديد من الزوار، حيث يحيط به من جميع الجهات كومة من الكثبان الرملية، وقد تم شق طريق إليه من قبل مشروع الري والصرف من جهة قرية الكلابية. تاريخ سحيق ومسجد جواثا في الإحساء يعد من المواقع التاريخية القليلة التي يعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، حيث بناه شخص يدعى بن عبد قيس، مبينا أن المكان مازال يحظى باهتمام من قبل الزوار سواء من داخل المحافظة أو خارجها. ويقع المسجد حالياً ضمن متنزه يعرف بالاسم نفسه حيث أصبح هذا المنتزه مكانا لجذب السياح والاستمتاع بالجلوس على مسطحاته الخضراء، حيث تحيط به غابة كثيفة من الأشجار وعيون المياه إلى جانب الكثبان الرملية، لذا أوجدت إدارة المنتزهات الوطنية في الأحساء الألعاب المتنوعة والإستراحات وخزانات المياه المعبأة، ودورات المياه للرجال والنساء، وهيأت كل سبل الراحة لمرتادي وقاصدي المسجد، حيث تتوافد عليه الناس بكثافة خاصة يومي الخميس والجمعة، من أجل الصلاة، ثم الوقوف على الآثار الإسلامية والإطلاع على هذا الإرث الخالد، لذا تمت سفلتة الطريق المؤدي إليه بين المقدام- الكلابية - والحليلة، كون هذه القرى هي الأقرب إليه، كما تقوم مدارس المحافظة بتنظيم زيارات مستمرة ومتواصلة إليه من أجل تعريف الطلاب بالمسجد والآثار المحيطة به. مزار ومنتزه وتقوم بعض الأسر منذ الصباح الباكر في نهايات الأسبوع بالحضور والتواجد فيه وحجز أماكن مناسبة للجلوس فيه نظرا لكثرة الإزدحام والإقبال عليه من كل حدب وصوب، حيث تأتي بعض الأسر من البحرين وقطر من أجل الصلاة فيه وزيارته. يقول المواطن بدر بن طاهر أن مسجد جواثا من الأماكن الأثرية السياحية القديمة والمهمة في التاريخ الأحسائي والإسلامي، ونحن باستمرار نرتاده ونزوره مع العائلة، ونقضي عنده بعض الوقت، حيث الخضرة النضرة والمياه الجارية والأشجار الكثيفة، وخاصة أن معظم الخدمات متواجدة فيه وحوله. منتجع سياحي ويرى الزائر جعفر بن عبدالله: أن جواثا مكان أثري جميل وقديم منذ بزوغ الإسلام، وهو أحد الأماكن والمنتجعات السياحية المعروفة والمحببة، فضلا عن أنه مكان للزيارة والعبادة حيث يوجد المسجد، ولذا تأتي إليه الناس كثيرا خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن نتمنى سرعة الإنتهاء من أعمال الصيانة والتعديل القائمة فيه، حتى يتواصل الزوار والسياح إليه. فيما يطالب محمد حمزة حسين بأن يبقى جواثا مفتوحا طوال اليوم، خاصة أن الناس تقصده من كل مكان، خاصة أنه مكان أثري إسلامي تاريخي معروف، فهو أحد المعالم الأثرية الدينية السياحية الضاربة في جذور التاريخ بعبقها ونكهتها، حيث جاء الرعيل الأول من المسلمين إليها وبنوا هذا المسجد العريق الذي بات علامة بارزة في السياحة الأحسائية.