وصلتني رسالة إلكترونية من صديق تتحدث عن النجاح وتسرد عدداً من النصائح تساعد عليه وتؤدي إليه .. أولى هذه النصائح تقول.. لا تغتب!! ففضلاً عن أن الغيبة خصلة ذميمة في حد ذاتها إلا أنها أيضاً تدفع إلى فقدان الثقة فمن يغتب الآخرين يمكن أن يغتاب غيرهم. النصيحة الثانية هي في الواقع مجموعة من النصائح تتعلق بالعلاقة مع الرؤساء منها ألا تسعى إلى البحث عن الرئيس الضعيف، فالعمل مع رئيس فعال يستطيع أن يتحدى قدراتك ويستخرج إمكانياتك يعود عليك بالفائدة ويعلمك من الدروس أضعاف ما يمكن أن تتعلمه من العمل مع رئيس خامل لا يملك الرؤية ولا الطموح وشعاره ليس بالإمكان أفضل مما كان .. وإذا تعاملت مع رئيس فعال فالتزم بأسلوب الصراحة والتواصل المفتوح لأن مثل هؤلاء القادة لديهم من الاعتداد والثقة بالنفس ما يجعلهم قادرين على تقبل كل المعلومات سواء كانت حسنة أو سيئة واستيعاب الآراء سواء كانت متفقة أم مخالفة، وعليك أن تجعل عملك مسخراً لنجاح رئيسك فنجاحه سوف ينعكس عليك وارتقاؤه إلى مناصب أعلى سوف يفتح السبيل أمامك، واعلم أن اكتساب احترام الرؤساء وتقديرهم أهم وأبقى من اكتساب صداقتهم أو محبتهم، واحترام الآخرين يتحقق من احترام الذات ومن الكفاءة الشخصية والاتزان وتجنب التملق والابتذال. النصيحتان التاليتان تتعلقان بالمظهر حيث ينبغي على الساعي إلى النجاح أن يعتني بمظهره وهندامه وأن تكون هيئته متلائمة مع موقعه الوظيفي بل وأن تكون أيضاً متلائمة مع الموقع الذي يطمح إليه، ويأتي ضمن الاهتمام بالمظهر العناية بالصحة العامة واللياقة البدنية فالعقل السليم في الجسم السليم، والانشغال بمشكلات الصحة العامة يؤثر على سلامة الفكر ووضوحه وعلى سرعة البديهة والقدرة على التفاعل مع الأحداث. لا تكذب، هي النصيحة التالية، فالكذب يحطم الثقة، والنزاهة الشخصية هي أثمن رصيد؛ وهو رصيد يبنى عبر سنوات طوال ويمكن أن يفنى في ثوان .. ثم تتبعها نصيحة هامة تقضي بضرورة الالتزام بالمواعيد، ففضلاً عن أن الوصول في الوقت المحدد أو قبله بدقائق هو في حد ذاته أمر مطلوب بحكم المهنية والالتزام واحترام الآخرين، إلا أنه أيضاً مطلوب لأنه يساعدك على الوصول بارتياح ويمنع التوتر ويمكنك من الإقبال على اللقاء أو الاجتماع بهدوء وطمأنينة وتوقد فكري هو أدعى إلى النجاح وتحقيق الأهداف المطلوبة؛ واسعَ إلى الالتزام بالآجال المحددة للتنفيذ، فإن لم تتمكن فاطلب التمديد قبل وقت كاف من الموعد المحدد واشرح الأسباب الداعية لذلك بوضوح وموضوعية. ابتعد عن الحساسيات الشخصية، ولا تتأثر بمسألة مشاعر الآخرين تجاهك فرضا الناس غاية لا تدرك، وامتنع عن توجيه النقد لزملائك أو مرؤوسيك علانية؛ واحرص على أن يكون عتابك لهم خاصا بينك وبينهم وأن يكون صريحاً وعقلانياً، واعمل على أن تستقطع من وقتك في كل يوم دقائق معدودة تتوقف فيها لتحاسب نفسك، ولتفكر فيما تفعل، وتربط بين نشاطك وأعمالك من ناحية وبين قيمك ومبادئك وأهدافك من ناحية أخرى، فمثل هذه اللحظات كفيلة بإذن الله تعالى بأن تمنعك من الانزلاق وراء تيار الأحداث والأهواء وضغوط الحياة اليومية. وأخيراً كن جاهزاً بخططك البديلة، ولا تضع كل آمالك في سلة واحدة، ولا تجعل عملك يعرف حياتك ويصغها بل اجعل لنفسك حياة شخصية وعلاقات إنسانية مستقلة عن عملك، وفي كل الأحوال تطلع إلى الأعلى والأفضل، واقبل على عملك بحماس وفرح ومحبة، ولاتنس قبل كل شيء وبعد كل شيء أن تلتزم بتقوى الله تعالى «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا» .