كل تلك المشاريع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص هذا البلد على تقديم ما من شأنه تسهيل خدمات ضيوف الرحمن والقادمين للعمرة خلال الأيام الماضية تكون أعداد الحجاج القادمين إلى أرض الوطن من مجمع حجاج مطار الملك عبد العزيز الدولي قد وصلت أعلى معدلاتها إذ بلغ متوسطها إلى معدل 10 رحلات في الساعة بما يعادل 240 رحلة يوميا ليصل متوسط عدد الحجاج القادمين إلى 65 ألف حاج في اليوم الواحد وهي معدلات مرتفعة بمقاييس التشغيل العالمية ومع ذلك تجند الجهات الحكومية والخاصة العاملة في ذلك المجّمع طاقاتها في منظومة عمل مترابطة يؤثر بعضها على الآخر لخدمة تلك الأعداد الكبيرة فتحسن استقبالها وتسهل إجراءاتها وانتقالها في اقل وقت إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، ولا يدرك حجم تلك الأعباء الملقاة على عاتق العاملين في شؤون الحج إلا من اشتغل بهذه الخدمات الجليلة التي شرّف الله بها هذا البلد حكومة وأفرادا لخدمة قاصدي بيته الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومنهم مكتب الوكلاء الموحد ضمن منظومة مؤسسات أرباب الطوائف الذي ينتظم تحت مظلته أكثر من 900 وكيل ووكيلة بأسرهم ومن يعولون توارثوا هذه المهنة أباً عن جد وطورّوها في ظل العمل المؤسسي الجماعي تحت إدارة مكتب موحد ارتقى بالخدمة مقارنة بالزمن الماضي في أيام العمل الفردي..، كما لم تتوان الدولة عن توفير الإمكانات لهذه الخدمات ومن أدرك أعمال الحج في جدة في الزمن الماضي يستطيع التعرف على القفزات الهائلة ما بين مدينة حجاج البحر العتيقة والميناء البحري العتيق وإمكاناته المتواضعة وممارسات العمل الفردي للوكلاء من خلاله ثم الحديثة في الميناء الجديد وصالاته المجهزة وسيدرك البون الشاسع بين الأمس واليوم... والأمر يستوي كذلك عند المقارنة بين مطار جدة القديم ثم المطار في الشرفية ومطار الملك عبد العزيز الدولي الذي خصصت الدولة فيه مجمعا مستقلا للحجاج يجرى تطويره عن طريق القطاع الخاص عسى أن يلبي كافة الاحتياجات وهي قفزات هائلة في مضمار خدمة الحجيج. وما تزال الدولة تواصل جهودها في خدمة ضيوف الرحمن فهناك مشروع قطار المشاعر الذي تنتهي 35% من أعماله مع موسم حج العام المقبل ويربط المشاعر بالحرم ومطار الملك عبد العزيز بكلفة تتجاوز 6 مليارات ريال سعودي ويصل ارتفاعه إلى 8-10 أمتار كما أوضح ذلك صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية في مقابلة جريدة الوطن وهو مشروع ضخم لو أضفناه إلى توسعة المساحات الشمالية للمسجد الحرام التي أقرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعمق 380 مترا تقريبا وتجهيز أنفاق ومحطة للخدمات ورصد حوالى 6 مليارات كتعويضات فقط للمشروع مما سيزيد من الطاقة الاستيعابية للحرم بما لا يقل عن 250 ألف مصلّ إضافة إلى تبنّي الحكومة للعديد من المشروعات لخدمة الحجاج والمعتمرين منها توسعة المسعى وتهيئة سطح الحرم للصلاة وكذلك مشروع توسعة الجمرات الذي بلغت تكاليفه أكثر من 4 مليار ريال،فضلاً عن جهود وزارة الحج الدؤوبة في تنفيذ خطة الدولة لرفع كفاءة أداء الجهات العاملة تحت إشرافها.. وكلها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص هذا البلد على تقديم ما من شأنه تسهيل خدمات ضيوف الرحمن والقادمين للعمرة وتلكم حقائق لا بد منها لتلقم أفواه المغرضين الحاقدين والمشككين أحجارا والله نسأل أن يجعل ما يقوم به العاملون في خدمة الحجاج في موازين حسناتهم. دوحة الشعر هذي وفودك يا رحمن مقبلة فاقبل مناسكها واسبغ مساعينا