بنظرة ثاقبة من مؤسس هذا الكيان العظيم أمر المغفور له الملك عبدالعزيز بإنشاء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في عام 1346ه، وتم توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية له لتصنع أول كسوة للكعبة المشرفة في عام 1347ه بأيدي سعوديةً.. في الواقع هذه هي بداية المشروع الذي يمثل اهتمام القيادة بالحرمين الشريفين وخاصة الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم؛ لتبدأ قصة أغلى ثوب في العالم يصنع بأيدٍ سعودية.. واستمر أبناء المغفور له الملك عبدالعزير البررةً -رحمهم الله- في العناية بكسوة الكعبة المشرفة والتطوير هذا الصرح العظيم، إلا انه في عام 1438ه، صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتحويل مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، انسجامًا مع رؤية المملكة المباركة 2030، وبرنامج ضيوف الرحمن، ومن أهدافه إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتقديم الخدمات لهم بجودة عالية، ومن هنا انطلقت الرئاسة من خطتها الإستراتيجية التنفيذية 2024، لتحويل هذا المجمع إلى معلم حضاري ونقطة جذب لزوار مكةالمكرمة، وتحديث منظومة صناعة الكسوة وآليات استبدال ثوب الكعبة واستخدام إنترنت الأشياء في متابعة خط الإنتاج.. وهناك العديد من المبادرات الواعدة ستنطلق قريبًا منها استخدام تقنية النانو للحفاظ على جودة الثوب، وتطوير الآليات المستخدمة في الصناعة بأحدث ما توصلت له التكنولوجيا وإثراء تجربة ضيوف الرحمن عن صناعة الكسوة والخط العربي الذي تكتب به حاليًا والأذكار على هذا الثوب البديع.. كما أن هناك توجهًا للإعلان عن كسوة الكعبة كمعلم ستعترف به اليونسكو كتراث ثقافي فضلاً عن استخدام مساحة أرض المجمع في عدد من المشاريع التي تحقق هدف تحويل المجمع إلى معلم حضاري، والمشاركة مع القطاع الخاص لتوفير جميع المواد المستخدمة في صناعة الكسوة من السوق السعودي، والعديد من المشاريع المتميزة والمتوائمة مع رؤية المملكة 2030 والتي تحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وولي عهدة الامين -حفظهما الله- ومتابعة وإشراف معالي الرئيس العام، بارك الله في الجهود وسدد الخطاء، لما فيه خدمة المسجد الحرام وضيوف الرحمن والإسلام والمسلمين. لقد انطلقت مرحلة التطوير والتحسين لهذا الصرح العظيم وفق الرؤية المباركة ، وليصبح المجمع واجهة حضارية بهذه البلاد ومعلمًا حضاريًا مميزًا ونقطة جذب لزوار مكةالمكرمة من الداخل والخارج، ليشاهدوا جهود الدولة -وفقها الله- في العناية بالمسجد الحرام والكعبة المشرفة على وجه الخصوص وطبع صورة ذهنية عن كسوة الكعبة المشرفة، تحاكي الماضي والحاضر والمستقبل، بتطوير مستمر ومتميز، للثوب الأغلى على مر العصور المصنوع بأيدٍ سعودية. *مستشار الرئيس العام ووكيل مجمع الملك عبدالعزيز لشؤون كسوة الكعبة المشرفة