تحتضن المملكة العربية السعودية، النسخة الثالثة على التوالي من رالي داكار السعودية 2022، والتي تعد النسخة الأكبر من حيث المشاركة للسباق الأعرق والأشهر والأكثر تحدياً في عالم رياضة المحركات، وينطلق السائقون من حائل يوم 1 يناير المقبل وصولاً إلى خط النهاية في جدة يوم 14 يناير 2022، وتستقطب نسخة هذا العام سائقين يمثلون 70 جنسية من مختلف أنحاء العالم. وكشفت شركة رياضة المحركات السعودية، المروج الرسمي لرالي داكار السعودية 2022، والتي تعمل تحت مظلة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، ومنظمة أموري سبورت، المنظمين للرالي، تفاصيل حول التغييرات التي ستشهدها هذه النسخة خاصة مع اقتراب موعد الكشف عن مسار السباق وتفاصيله وهو ما يزيد من حالة الترقب سواءً للمشاركين أو للجمهور حيث يتطلع الجميع إلى نفس مستويات الإثارة والتشويق والمتعة التي حملتها النسختين الماضيتين من الرالي في المملكة. وتعتبر نسخة رالي داكار السعودية 2022 الأكبر من حيث أعداد المشاركين في الرالي، واستقطبت سائقين من 70 جنسية، وكانت فرنسا من أكثر الدول التي سيمثلها سائقون في الرالي يليها إسبانيا ثم هولندا وإيطاليا وجمهورية التشيك، وذلك للمشاركة في جميع فئات الرالي، ويتوقع الجمهور منافسات ضارية في مختلف الفئات، في الوقت الذي تواصل فيه جميع الفرق والمشاركين عدتهم لإشعال المنافسة والاستعداد لخوض غمار رحلة جامحة في قلب صحراء السعودية وتحدي خبايا تضاريسها وكثبانها الرملية. بدوره، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية ورئيس مجلس إدارة شركة رياضة المحركات السعودية، أن التحضيرات تجري على قدم وساق لانطلاق رالي داكار ووفق البرنامج المعتمد لضمان تقديم نسخة يفوق نجاحها ما تحقق في العامين الماضيين، مشيراً سموه إلى أن حجم المشاركة هذا العام يعكس الاهتمام الكبير بالرالي ودليل على الثقة في قدرة المملكة وعزيمة أبنائها لاحتضان وتنظيم أكبر الفعاليات العالمية، ومواصلة مسيرتها الناجحة مع رالي داكار لترسيخ مكانتها كموطن جديد لرياضة المحركات. وقال الفرنسي ستيفان بيتيرهانسل والملقب بالسيد داكار: «خلال العام الأوّل، كانت عملية الانتقال إلى الربع الخالي طويلة نسبياً، لأنّنا كنّا نتوق لزيارة جميع أرجاء المملكة، إلا أن الخبرات التي اكتسبها دافيد كاستيرا في السعودية مكنته من ضبط كلّ شيء، وبذل كلّ ما في وسعه لجعل هذا السباق مثيراً، وإذا كانت الرمال هي ما نبحث عنه، فنحن محظوظون، وسيكون المسار رائعاً لأنّه سيكون اختباراً جيّداً لقدراتنا لتجاوز تحديات الرمال بالإضافة للملاحة على الطرقات الوعرة». ومن جانبها قالت لايا سانز: «أحبّ فكرة تواجد المزيد من الرمال، فعلى متن الدراجة النارية، تصطدم بك الكثير من الصخور، وعلى متن السيارة، تُصبح أبطأ بسبب انثقاب الإطارات. رالي داكار مع المزيد من الكثبان ومراحل جديدة هو ما كنّا ننتظره بالضبط، فالسعودية بلد شاسع وتمتلك الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي نواصل استكشافها، وأتطلع إلى المشاركة في هذه النسخة من داكار السعودية 2022». ويواصل السائق السعودي يزيد الراجحي استعداداته للمشاركة في الرالي للمرة الثالثة وأشار إلى أن تجربته في رالي 2021 كانت مميزة ومثيرة، حيث تمكن من الفوز في المرحلتين السابعة والعاشرة، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها سعودي على أرضه ضمن رالي داكار، وأوضح أن المسار كان أصعب وأكثر إرهاقاً من مسار رالي 2020، وتوقع أن يكون هناك اختلافاً وتغييراً كلي لمسار عام 2022، معزياً ذلك إلى انطلاق المسار من حائل حيث البداية الرملية، بعدها سيتجه المسار جنوباً نحو الرياض الأمر الذي سيجعل الأسبوع الأول أكثر قسوة، أما بالنسبة للأسبوع الثاني فتوقّع أن يكون مقارباً لعام 2020 أو 2021. وسيستهل المتسابقون رحلتهم الشاقة من ربوع منطقة حائل، متجهين إلى العاصمة السعودية الرياض للاستمتاع بيوم واحد للراحة، قبل مواصلة تحديهم لتضاريس المملكة وكثبانها الرملية المليئة بالخبايا ليحطّوا رحالهم في عروس البحر الأحمر، مدينة جدة، إيذاناً بنهاية الرالي، وذلك مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة، حيث تفرض التضاريس الجغرافية وطبيعة الأرض المختلفة حسابات أخرى تُضاف إلى دفاتر السائقين والملاحين والمهندسين والتقنيين على حدٍ سواء، كما سيضم مسار الرالي هذا العام مرحلتين دائريتين ستلعبان دوراً أساسياً في منح أعضاء الفرق فرصة التقاط أنفاسهم للتركيز على عملهم الجوهري في الصيانة، بالإضافة إلى مرحلة ماراثونية، تتطلب التعامل بشكل استراتيجي وبقوة ذهنية وبدنية عالية للمشاركين بالرالي لضمان استمرارهم وبقائهم ضمن دائرة المنافسة على مراكز متقدمة دون خسارة الكثير من الوقت.