أدانت العواصم والمؤسسات العربية والدولية محاولة الاغتيال التي نجا منها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة بشدة للعمل الإرهابي الجبان، الذي استهدف رئيس مجلس الوزراء العراقي، مؤكدة وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعباً، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثاً منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه. ونددت العواصم والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي كذلك الهجوم، وسارعت الولايات المتّحدة إلى إدانة هذا «العمل الإرهابي الواضح» وعرضت على السلطات العراقية المساعدة في التحقيق. وتمت المحاولة بواسطة «طائرة مسيّرة مفخّخة» استهدفت فجر أمس مقرّ إقامته في بغداد، في هجوم لم تتبنّه أيّ جهة في الحال وردّ عليه الكاظمي بالدعوة إلى «التهدئة وضبط النفس». ووقع الهجوم الذي أسفر عن إصابتين طفيفتين في صفوف الحرس الشخصي للكاظمي وفق مصدر أمني، في وقت تشهد البلاد توتّرات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقدت في العاشر من أكتوبر. وأوضح مصدران أمنيان لوكالة فرانس برس أن «الهجوم تمّ بثلاث طائرات مسيّرة أسقطت منها قوات حماية رئيس الوزراء الأمنية اثنتين». وترفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل شيعية موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلّحة، النتائج الأولية التي بيّنت تراجع عدد مقاعدها، وسارع الكاظمي إلى طمأنة العراقيين على سلامته ودعوتهم للتهدئة بعد الهجوم الذي أعقب مواجهات اندلعت الجمعة بين متظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران كانوا يحتجّون على نتائج الانتخابات والقوات الأمنية التي تصدّت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء في وقت يعتصمون منذ أكثر من أسبوعين أمام اثنتين من بواباتها الأربع. وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر «أنا بخير والحمد لله وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق»، وعقب الهجوم نشر مكتب رئيس الوزراء مقطع فيديو للكاظمي قال فيه: «تعرّض منزلي لعدوان جبان.. أنا ومن يعمل معي بخير»، مضيفاً: «إنّ الصواريخ الجبانة والطائرات المسيّرة الجبانة لا تبني أوطاناً». وشجب الرئيس العراقي برهم صالح «الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء»، فيما ندّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ب»العمل الإرهابي» الذي استهدف الكاظمي، معتبراً في تغريدة أنه «استهداف صريح للعراق وشعبه».