تواصلت أمس تظاهرات الاحتجاج على إجراءات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان ضد شركائه المدنيين في السلطة. و في ضاحية أم درمان في شمال غرب الخرطوم قتل متظاهرين اثنين ، بحسب شهود. وتحت شعار «الردة مستحيلة»، استجاب أنصار الحكم المدني الى تظاهرات «مليونية» للمطالبة بعودة العسكريين الى ثكناتهم وتسليم السلطة الى المدنيين. ويراقب العالم رد فعل العسكريّين على هذه التظاهرات، حيث تعالت الأصوات عشيّة الاحتجاجات، محذّرة السلطات العسكريّة من استخدام العنف ضدّ المتظاهرين. وصباح أمس تدفق المتظاهرون في أنحاء الخرطوم، فيما كانت خطوط الهواتف مقطوعة مع إمكان الاتصال من الخارج فقط بالهواتف السودانية. وانتشرت قوات الأمن بكثافة في الشوارع، وأغلقت الجسور المقامة على النيل التي تربط مناطق الخرطوم ببعضها. وأقامت هذه القوات أيضا نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسية حيث تقوم بتفتيش عشوائي للمارة والسيارات. وناشد الموفد البريطاني للسودان وجنوب السودان روبرت فيرواذر قوات الأمن السودانية «احترام حق وحرية» المتظاهرين في التعبير عن أنفسهم. وكتب في تغريدة أن «التظاهر السلمي حق ديموقراطي أساسي وستتحمل أجهزة الأمن وقادتها المسؤولية عن أي عنف تجاه المتظاهرين». والشعار الأساسي لهذه التظاهرات هي «الردة مستحيلة» بعد عامين على الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط عمر البشير في أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديموقراطيا عام 2023. وحذرت منظمة العفو الدولية «القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة»، مؤكّدةً أنّ «العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء». وحضّت الولاياتالمتحدة الجمعة الجيش السوداني على عدم قمع التظاهرات. وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيّين «نحن قلقون فعلاً وسيكون الأمر اختبارا فعليا لنوايا العسكريين». كذلك، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على «ضبط النفس». وقال خلال مؤتمر صحافي في روما «أدعو العسكريين الى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا. يجب أن يُسمح للناس بالتظاهر سلميا». وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب في بيان صدر بإجماع أعضائه، العسكريين في السودان ب»عودة حكومة انتقاليّة يديرها مدنيّون»، مبديا «قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة». وقال الرئيس الأميركي جو بايدن «رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان واضحة، ينبغي السماح للشعب السوداني بالتظاهر سلميا، وإعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون». وأكّد أن «الولاياتالمتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله اللاعنفي للمضيّ قدما نحو أهداف الثورة السودانية». ولا يزال العدد الأكبر من القادة المدنيّين معتقلين منذ خمسة أيّام أو قيد الإقامة الجبريّة.