بالرغم من الثورة التقنية التي تجتاح العالم وما صحبها من ظهور للكتب الإلكترونية والمسموعة وانتشارها في بعض مواقع شبكة الإنترنت، إلا أن البعض لا يزال متمسكاً بقراءة الكتاب المطبوع والذي لا يزال يجد فيه متعة القراءة من خلال ملمس الورق وقراءة العين للأحرف المطبوعة ورائحة التجليد والطباعة، فالبعض يجد في الكتاب المطبوع مذاقاً خاصاً وطعماً فريداً مما جعله متمسكاً بمكانته في الحياة الثقافية. في استطلاع جديد أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول سلوكيات القراءة لدى السعوديين، ذهب 42% من نسبة من شاركوا في ذلك الاستطلاع إلى تفضيل الكتاب المطبوع أو الورقي كوسيلة للقراءة في حين ذهب 28% إلى اعتبار الكتاب الإلكتروني هو الوسيلة الأنسب بالنسبة لهم، أما عن أكثر وسائل القراءة المشاعة فيعتقد 55% أن القراءة من الجوال هي الأكثر استخداماً بينما أكد 30% أن القراءة الورقية أكثر وسيلة مستخدمة لهذا الغرض. بالرغم من تأثير الكتاب الإلكتروني على البصر إلا أن فيه وفي الكتاب المسموع بعض المميزات الأخرى مثل سهولة نقله وتحميله على أجهزة متنوعة والوصول إلى أي معلومة فيه دون الحاجة لقراءته بالكامل وسهولة تخزينه وحفظه وترجمته لعدة لغات وتصغير وتكبير الخط فيه ووضع العلامات المختلفة إضافة إلى عدم خضوع بعض الكتب الإلكترونية إلى قوانين دُور النشر ونسخه آلاف المرات بسهولة واعتباره صديقاً للبيئة. لم يختفِ الكتاب المطبوع كما راهن البعض قبل عدة سنوات بل لا يزال محافظاً على مكانته كمرجع موثوق منه على خلاف الكتاب الإلكتروني والذي قد يتعرض للعبث بمحتوياته ونصوصه وما فيه من بيانات، ولا تزال المعارض الدولية تقام له في كافة أنحاء العالم سنوياً، وبغض النظر عن بقاء الكتاب سواء مطبوعاً أو إلكترونياً فالمهم أن يستمر وجود الكتاب في مجتمعنا ليبقى تأثيره ومكانته بين الأجيال.