أنعش انتشار قارئات الكتب الالكترونية سوق الكتب الرقمية على شبكة الانترنت، التي بدأت تشهد إقبالا كبيرا على محتوياتها. ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة آى ديت، فإن السوق العالمية للكتب الإلكترونية تشهد تناميا ملحوظا، اذ يتوقع نموها بنسبة 30 بالمائة سنويا حتى عام 2015، ليصل حجم سوقها إلى 1.7 مليار دولار في عام 2015. ويؤكد خبراء عاملون في تجارة الأجهزة الالكترونية ان قارئات الكتب الإلكترونية ساهمت في إضفاء نكهة جديدة لمعنى القراءة ومطالعة الكتب، الامر الذي ساهم في اقبال كثير من المستهلكين على اقتنائها دون عناء البحث عن الكتب التقليدية المطبوعة على أرفف المكتبات المكتظة. وقارئات الكتب الرقمية هي عبارة متصفحات لإصدارات رقمية من الكتب الورقية عادة ما تكون بتنسيق «PDF» أو «RTF»، تتميز بأنها توفر إمكانية البحث خلال هذه الكتب بسهولة، وتأخذ مساحات أقل بكثير مما تتطلبه الكتب الورقية. ويمكن استخدام بعض الإضافات الخاصة لتتناسب مع احتياجات المستخدمين مثل إضافة تحويل النصوص إلى كلام منطوق، وتتوافر الكتب الرقمية عبرها بأقل تكلفة وأسرع معالجة، أما سلبياتها فهي قليلة ولكن مع زيادة التشديد في الحقوق الرقمية ستزداد هذه السلبيات والتي قد تصل إلى تقييد مدة القراءة وإمكانية الطباعة. ولفت محمد عوض احد باعة الاجهزة الالكترونية في مدينة الخبر الى توافر عدة أنواع من قارئات الكتب الالكترونية بالاسواق حاليا، ومن أبرزها جهاز «Kindle» التي قامت بإنتاجه شركة أمازون وجهاز «Reader» من شركة سوني وجهاز «Nook» من شركة «B&N». واضاف ان هذه القارئات تتميز بمزايا عديدة مقارنة بالكتب الورقية المطبوعة مثل إمكانية تخزين عدة كتب في جهاز واحد وتكبير وتصغير الحروف والصور والرسوم حسب الحاجة، واستخدامها لشاشات الحبر الإلكتروني التي تعزز محاكاة مظهر الحبر الاعتيادي على الورق لزيادة راحة الاستعمال في ظروف الإضاءة الشديدة مثل ضوء النهار، كما تمتاز هذه التقنية بقلة استهلاك الطاقة إلى حد كبير حيث يمكن لبعض القارئات الإلكترونية العمل لعدة أسابيع دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية. سوق الكتب الإلكترونية ستمثل 12 بالمائة من مجموع سوق الكتاب في عام 2015، كما يتوقع ان تشهد مبيعاتها ارتفاعا قويا يصل معدله العام إلى 24 بالمائة سنويا حتى عام 2014 وحول مميزات الكتاب الإلكتروني قال الخبير الأكاديمي جمال السلطان وهو عميد كلية الاداب والعلوم في جامعة العلوم التطبيقية في البحرين ان المميزات التي وفرتها متصفحات وقارئات الكتب الإلكترونية الحديثة زادت الإقبال على هذه الكتب، فهي متاحة للقراء في أي زمان ومكان، ويمكن للقارئ إضافة وحفظ آلاف الكتب الرقمية في ذاكرة صغيرة الحجم. وأضاف السلطان أن بعض القارئات توفر سهولة الترجمة وتتيح قراءة الكتب الإلكترونية بعدة لغات، مشيرا إلى أن الكتب الإلكترونية تعتبر أسهل وأسرع في النشر من الكتب المطبوعة وتكلفتها أقل، فضلا عن وجود أكثر من مليوني كتاب إلكتروني مجاني على شبكة الإنترنت. ويختلف الخبير التقني سامي محمد مع السلطان حول انتشار القارئات، ويقول «ان سلبيات القارئات الالكترونية أكثر من فوائدها». واشار إلى أن تغير التقنيات المستمر في أنواع وصيغ الكتب الإلكترونية المستخدمة ادى الى ظهور صيغ جديدة غير صيغة «PDF»، فبعض القارئات تدعم صيغ «TXT» و»CHM» و»ODT» وليس كل الأجهزة تدعم هذه الصيغ على عكس الأجهزة اللوحية التي توفر تطبيقاتها المختلفة دعم هذه الصيغ. وأكد سامي على ان إمكانيات القارئ الإلكتروني ما زالت محدودة ودقة شاشاتها غالبًا أقل من دقة الكتب المطبوعة باستثناء الأجهزة اللوحية، كما ان جزءا كبيرا من الكتب القديمة لا يتوافر بصورة إلكترونية من قبل الناشرين، وكذلك الحال بالنسبة للكتب المصورة مثل كتب الأطفال والكتب الجامعية التي لا تطرح مجانا على الشبكة، وعادة ما تكون أسعارها باهظة الثمن مقارنة بالنسخ المطبوعة. ولفت إلى أن بعض قارئات الكتب الإلكترونية تفوق أسعار الكتب المطبوعة بكثير، رغم أن الأخيرة قابلة للاستخدام لعقود طويلة تفوق عمر قارئ الكتب الإلكترونية نفسها، فهي أكثر تحملاً للأضرار كالسقوط مثلا، أما قارئ الكتب الإلكترونية فعادة ما يكون مهددا بالعطب الكامل أو فقدان بياناته. وطبقا لدراسة مؤسسة آى ديت فإن سوق الكتب الإلكترونية ستمثل 12 بالمائة من مجموع سوق الكتاب في عام 2015، كما يتوقع ان تشهد مبيعاتها ارتفاعا قويا يصل معدله العام إلى 24 بالمائة سنويا حتى عام 2014، ليرتفع بذلك حجم الوحدات المباعة من 3.3 مليون وحدة في عام 2010 إلى 8،29 مليون وحدة في 2014. وفي سياق متصل اظهر بحث أعده مركز بوكر لخدمات النشر والمؤسسة المحدودة لتسويق الكتب أن القراء الأمريكيين والبريطانيين يغريهم المحتوى المجاني ويدفعهم نحو اقتناء الكتب الإلكترونية. ويشير التقرير الى أن 15 بالمائة من الذين شملهم البحث فأكدوا ان سهولة التحميل من مواقع البيع المختصة كانت الدافع الرئيسي لشرائهم الكتاب الإلكتروني، أما نسبة 23 بالمائة من المستطلعين فأكدوا أن الدافع هو رخص ثمنها مقارنة بالمطبوعة، وأشار 23 بالمائة أنهم سيقتنون متصفحات وقارئات الكتب الإلكترونية لعدم استحواذها على مساحة فى المنزل ومتعة استخدامها كونها لم تعد مقتصرة على مكان معين مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبي.