الحديث عن الوطن يُشبه الحديث عن الأم، فالوطن هو الحضن الدافئ الذي يحتوي أبناءه بحب، يحتضنهم بعطف، يخشى عليهم من قسوة الحياة؛ فيؤمِّن لهم كل احتياجاتهم الأساسية من أمان وصحة وتعليم وحياة كريمة، الوطن هو الطريق المُمهد بالأشجار الوارفة التي نثر بذورها الأجداد وسقاها الآباء ليحصدها الأبناء، الوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل، هو الركن الشديد الذي يحمينا بعد الله، والجدار الصلب الذي نستند إليه، والبيت الكبير الذي يحتوينا جميعاً تحت ظله، ولن يعرف قيمة الوطن إلا من فقد أرضه وعاش يُتم الحروب وغصّة التشريد وقهر الدمار. فكيف إن كان ذلك الوطن هو المملكة العربية السعودية، بكل مفاخرها وإنجازاتها وتراثها، بكل قادتها وشعبها وترابها، يحق لنا أن نفخر ونعتز ونزهو بعظمة وطننا بين دول العالم، فهي السعودية العظمى التي أثبتت للعالم أجمع مَن تكون بتطوراتها السريعة والمُدهشة، فقد حققت عدة إنجازات كبيرة في مجالات عديدة، وذلك في ظل رؤية المملكة 2030 ومن أهم تلك المجالات: مجال الطاقة، المجال العسكري، مجال الاتصالات والأقمار الصناعية، والمشروعات العملاقة وغيرها من النجاحات المُبهرة، كما تصدَّرت المركز الثاني ضمن دول مجموعة العشرين بتقرير التنافسية الرقمية التابع للمركز الأوربي ومنتدى الاقتصاد العالمي، تلك هي السعودية العظمى التي وجَّهت بوصلة تقدمها نحو المواطن السعودي فوضعته على رأس أولوياتها وخططها وبرامجها وتوجهها المستقبلي. ومع احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني السعودي ال(91) يجدر بنا الإشادة والإشارة إلى تلك الجهود العظمى التي بذلتها مملكتنا الغالية للنهوض بالوطن حتى رفرف اسمه عالياً بفخر وقفز بإنجازاته الضخمة وواكب مسيرة الدول المتقدمة. فالاحتفاء باليوم الوطني لا يقتصر عل مظاهر الفرح والغناء ورفع الأعلام، وإنما يكمن في (الحب الحقيقي للوطن) والولاء المُتجذِّر والانتماء القوي لترابه، والوقوف صفاً واحداً أمام أعدائه وتقديس أرضه الطاهرة وعدم خيانته ابداً، فالمملكة العربية السعودية هي الكرامة المُطلَقة والأم الرؤوم والحياة الخضراء، هي لنا دار وعِز وشموخ ولا حياة كريمة دون وطن.