حين وُلدت وبعد المناوشات والمشاورات سمّاني والدي (وئام)، أصبح الاسم ملتصقاً بتلك الشخصية وذاك الكيان، كبرت وئام وكبر معها حلمها، صقلت شخصيتها واكتسبت العديد من المهارات، كما حاربت للتخلي عن الكم الهائل من السّلبيات في الطباع والعادات، وئام هي أنتَ وأنتِ، هي كلّ فرد وُلد وعاش على هذه البسيطة، منذ أن ولدتَ وأنت تكتسب وتُصقل، حتى تصل لتكوين قيمك في الحياة، حينها يُذكر اسمك فتُعرف ما هي قيمك تماماً كما يُعرف وجهك، اقترب من نفسك واهمس في أذنها: ما مصفوفة قيمي العليا؟! القيم هي تلك المشاعر والأحاسيس والنتائج التي تبنى عليها أفعالك، وتحدد من خلالها ردود أفعالك أيضاً تجاه المواقف الحياتية، قيمك هي محرّكاتك في الحياة، قيمك هي إطار نظرتك لكل ما يدور في محيطك، والآن بعد أن عرفت مفهوم منظومة القيم، أبادرك السؤال: هل حين تكون قيمك ملتصقة بك التصاق الثوب بالجسد سيسهل تعرّيك منها يوماً؟! بالطّبع لا فالأمر ليس بهيّن. ستظل أنتَ أنتَ حين تنهي دراسة أو تلتحق بوظيفة، حين تعتلي كرسياً مرموقاً أو تتقلّد ميدالية سباق، أعزباً أو تزوجت، أنتَ أنتَ لن تتغيّر قيمك، من عرفك في يُسرك سيعرفك في عسرك، ومن عرفك في الضياء سيتعرّف عليك في الظّلماء، أنت كما أنت فقط إن كنتَ قد تعرّفت على قيمك وتحمّلت من أجل أن تنسج مصفوفة القيم الخاصة بك، لن تكون اليوم قيمة الكرم مثلاً هي العليا عندك وأقابلك غداً ممسكاً قاتراً. فالقيمة تكون منك كما تكون ملامح الوجه، ليست سلعة في يدك تمسكها تارة ثم تهملها، القيم من محاسنها أنها مكتسبة فلست وارثاً ولا مورّثاً لقيمك، نعم ربّما تؤثر فيمن حولك لكن لن تورّثهم القيمة ما لم يسعوا هم لاكتسابها، القيم تجعل منك فرداً ممتلئاً بالسلام الداخلي والطمأنينة والتوازن، اعرف قيمك لن تهزمك الحياة، لن يتعرّف عليك الآخرون ما لم تعرف أنت نفسك، انهض وابحث عن قيمك ستختصر أميالاً من المواقف التي تهزمك.