بكل الفخر والاعتزاز والحب أتقدم بخالص التهنئة لقيادتنا الرشيدة والأسرة المالكة والشعب السعودي باليوم الوطني ال91 الذي يوافق 26 صفر 1443ه/ 23 سبتمبر 2021م. أي مؤرخ لمكاسب المرأة السعودية وإنجازاتها في عهد الملك سلمان خلال السنوات السبع الماضية من يوم 23 يناير 2015 إلى يومنا هذا يلمس نقلة نوعية للمرأة تمت في هذا العهد الميمون من خلال مراسيم وقرارات ملكية تاريخية وجريئة منحت المرأة السعودية حقوقًا منحها إيّاها الخالق وحرمها منها المخلوق عقودًا وقرونًا؛ إذ أزالت تلك القرارات القيود التي فُرضت على المرأة السعودية بموجب آراء وأحكام فقهية من قرون مضت، ونُسبت إلى شرع الله الذي يتبرأ منها، ممّا وفّر المزيد من الحقوق للمرأة على مختلف الأصعدة، مما رفع نسبة النساء العاملات في المملكة، ففي خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في مجلس الشورى 20 نوفمبر عام 2017م، تعهد بمواصلة الجهود «لتمكين المرأة السعودية، ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص». هذا وقد ارتفعت نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة من 19.4% بنهاية عام 2017م إلى 23.2% بنهاية النصف الثاني من عام 2019م إلى 25% عام 2020م، وهذا أحد أهداف رؤية 2030م. كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو 2018، تنفيذًا للأمر التاريخي الذي أصدره الملك سلمان في 26 سبتمبر 2017. وفي 14 فبراير2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، كما تولّت المرأة رئاسة مجلس إدارة السوق المالية السعودية (تداول)، وفي عام 2019 م عُينت سيدة الأعمال السعودية لبنى سليمان العليان رئيسة لبنك «ساب الأول»، وهو الناتج عن اندماج بنكي الأول (السعودي الهولندي سابقاً) والسعودي البريطاني (ساب)، لتكون السابقة الأولى من نوعها في تعيين امرأة في هذا المنصب بالمملكة، كما عُيِّنت الأستاذة رانيا محمود نشار مستشارًا لمحافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي منذ 22 ديسمبر 2020، وكانت سابقًا الرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية، وكانت بذلك أول سعودية تتولى هذا المنصب في المملكة. ولكن يتصدر الحقوق التي نالتها المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منحها حق استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر في 2 أغسطس/ آب 2019م حيث يحق لها السفر بعد بلوغ 21 عامًا. كما منحتها التعديلات على الصعيد الأسري حق التبليغ عن المولود بصفتها أمه، وحق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية. وأصبح يحق للمرأة التبليغ عن حالات الوفاة، كذلك ستكون المرأة رب الأسرة مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القصّر، وفي المادة (9) من مسودة مدونة الأحوال الشخصية حدد إتمام سن 18 الحد الأدنى للزواج للزوجين، كما أنّ هذه المسودة لم تحدد سن سبع سنوات انتهاء حق حضانة الأم لولدها الذكر وتسع سنوات حضانة بنتها، واكتفى في المادة (138) بتحديد إتمام المحضون (15) سنة من عمرة ليُعطى حق اختيار الإقامة لدى أحد والديه ما لم تقتضِ مصلحة المحضون خلاف ذلك. «نلاحظ هنا ساوى بين الولد والبنت في سن التخيير»، كما نجد الفقرة (2) من المادة ذاتها انتهاء الحضانة إذا أتم المحضون (ذكر وأنثى) الثمانية عشر عامًا. كما تمّ القضاء على التطليق لعدم كفاءة النسب في الفقرة (2) من المادة (14) من هذه المدونة التي جعلت «العبرة في كفاءة الرجل بدينه، ولا يُعتد بالكفاءة فيما عدا ذلك، كما أُلغي بيت الطاعة الذي أخذ من القانون الفرنسي. كما تولّت المرأة في عهد الملك سلمان مناصب في مواقع صنع القرار في مختلف المجالات منها: • في المجال الحقوقي: تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس. • في المجال التعليمي: تعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيسًا للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسيْن. • في المجال العسكري: تعيين أول امرأة في الحرس الملكي. • في المجال الدبلوماسي: عُيّنت الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولاياتالمتحدة في 23 فبراير 2019، وفي 22 أكتوبر 2020م تم تعيين سعادة الأستاذة آمال المعلمي سفيرة بالنرويج. • وفي العمل النيابي تم إشراك المرأة بوظيفة «ملازمات تحقيق» لأول مرة في النيابة العامة في أغسطس/آب عام 2019. كما عيّنت وزارة العدل في 25 أكتوبر 2020 مائة كاتبة عدل من المؤهلات شرعيًا وقانونيًا في وظيفة كاتبة عدل. وفي هذا السياق ارتفع عدد المحاميات المرخص لهن في المملكة خلال العام الماضي بنسبة 66% مقارنة بعام 2019؛ إذ كان عددهن 618 محامية، ليرتفع إلى 1029 محامية بنهاية العام 2020، وفي أوائل عام 2016 حدثت سابقة قضائية أولى بحصول المحامية السعودية جيهان قربان، على مسمى «المُحكِّمة المحلية والدولية القضائية». هذا وقد حقّقت المرأة إنجازات كبيرة في عهد الملك سلمان، ففي المجال العلمي، حصلت الدكتورة فاطمة باعثمان، الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز على جائزة عالمية في قمة محادثات الذكاء الاصطناعي «VB» التي عُقدت بسان فرانسيسكو بأمريكا، كما نالت الباحثتان السعوديتان، ممثلتا جامعة الطائف الدكتورة وفاء الطلحي، وزميلتها الدكتورة أسماء العمودي، جائزةَ برنامج زمالة «لوريال- اليونسكو من أجل المرأة في العلم بالشرق الأوسط» في دورته السادسة. كما كُرّمت الباحثة السعودية الدكتورة أسماء العمودي، في فئة طلاب الدكتوراه، تقديرًا لأبحاثها حول تطوير استخدام خلايا جذعية محددة لعلاج أمراض الدم مثل اللوكيميا. كما حقّقت المرأة السعودية إنجازات عالمية في مجالات أخرى، منها المجال الرياضي؛ إذ شاركت سارة الجمعة (ألعاب قوى) ومريم المريسل (كرة طاولة) في دورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020م، كما شاركت ياسمين الدّباغ (العداء) في أولمبياد طوكيو 2020. إنّه بحق العصر الذهبي للمرأة السعودية. دام عِزّك يا وطن.. أطال الله عهدك يا سلمان.