اعتاد الناس على رؤية طلاب العلم في البيت العتيق وهم يتحلقون حول معلميهم ومشايخهم، حيث تعددت فنون العلم ومجالس الدروس في المسجد الحرام بين تفسير للقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، والفقه، وأصول العقيدة، واللغة العربية، وغيرها من العلوم التي شهدت عناية ولاة أمر هذه البلاد المباركة حتى أضحى الحرمان الشريفان منارة علم للمسلمين يستضيئون بنور العلم فيهما لتضيء لهم عتمة الجهل، وينهلوا من معينهما الصافي ليروا ظمأ شغفهم بحب العلم، بمنهج وسطي معتدل. وقد استبشر المسلمون خيراً بعودة دروس العلم حضورياً في المسجد الحرام بعد انقطاعها بسبب تبعات جائحة فايروس (كورونا) (كوفيد19) والتي عصفت بالعلم أجمع، واليوم نرى عودة الحلق وتدارس العلم في الحرم المكي الشريف، وذلك مع قرب زوال تبعات الجائحة العالمية، وقد استعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لعودة الدروس والمحاضرات بحزمة من الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة الحاضرين. ومن أبرز هذه الإجراءات أن يحجز الحاضرون للدروس موعداً من تطبيق (اعتمرنا) للصلاة، مع اشتراط تلقي جرعتين من اللقاح، وتطبيق التباعد الجسدي، ولبس الكمامة، وإحضار السجادة الخاصة. وعبر عدد من طلاب العلم، عن سعادتهم بعودة حلقات الدروس بالمسجد الحرام حضوريا، حيث قال نظام محمد إدريس مقيم في مكةالمكرمة سوري الجنسية عن أنه التزم بحضور الدروس في المسجد الحرام منذ أكثر من (40) عاماً ولم يتوقع أن يأتي يوم ينقطع فيه الحضور إلى هذه المجالس المباركة، شاكراً للرئاسة ما وفرته من منصات لنقل الدروس حيث إنه التزم بالحضور عن بعد طيلة فترة التوقف الحضوري، مؤكداً حرصه على الحضور اليومي وذلك بعد أن من الله –عز وجل- علينا وعادة الحياة إلى طبيعتها. ومن جانبه تحدث محمد سليمان عن التزامه بالحضور الدائم للدروس العلمية بالحرم المكي الشريف التي تعين الإنسان على تعلم أمور دينه من علماء ومشايخ ثقات سخروا للعلم وطلابه جل وقتهم وجهدهم، راجين من الله –جل وعلا- ما عنده من الثواب والاجر، مبديًا شكره وإعجابه بما تقوم به الرئاسة من جهود عظيمة لضمان سلامة المعتمرين والزوار. كما قال خالد صالح من سكان مدينة الرياض أتيت لأداء الصلاة بالمسجد الحرام وشدني حضور طلاب العلم في هذه الحلقة المباركة واستذكرت ما جاء في السنة النبوية من الأجر والمثوبة لمن يحضر هذه المجالس المباركة، مثنياً على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سائلاً الله –العلي القدير- أن يجزل للجميع الأجر والمثوبة.