منذ مايقارب الخمسة أشهر أو تزيد كان لدى الإدارة الاتحادية علم ويقين تامان ببلوغهم نهائي (الأمل) العربي ، نقول ( أملاً) لا (حلماً)، فنعت إحراز الكأس العربية ب (الحلم) لا يليق بمكانة وعراقة عميد آسيوي يشار لمجده وعزه ببنان مدجج بكبرياء وجبروت أرهق القاصي والداني، رغم المكانة العليا المحفوظة في نفوس وأفئدة كل عربي يفخر ويعتز بعروبته تجاه بطولة حققت أهدافها وغاياتها النبيلة. أملٌ عربي كان المونديالي قاب قوسين أو أدنى من بلوغه، فتحقيقه ونيله كان لزامًا لعدة اعتبارات هامة تبدأ وتنتهي بإعادة جزء لا يذكر من هيبة وتاريخ كيان عظيم لا يجرؤ أحدٌ على إلقائه بعمدٍ وسواه في غياهب الجب والنسيان، في منتصف الاعتبارات هنالك جانب له ضرورة حتمية لا تغفل، عنوانه إعادة اتزان العميد ليشق طريقه باقتدار نحو المنافسة المحلية. نعود لموضوع الفترة الزمنية الطويلة جدًا بعد وصول الاتحاد للنهائي العربي، كانت الأمور حينها ولا تزال جلية كشمسٍ مشرقة في رابعة نهار حتى على المشجع الاتحادي البسيط جدًا في فهمه وإدراكه للأمور الفنية، فالمتابع يفقه أن التنظيم الدفاعي سيعاني العميد منه الأمرين في النهائي لعدم وجود من يملأ المكان نجومية وصلابة بعد الغياب القسري للسد الحجازي والصخرة زياد، هل من المعقول أن تكون هذه الجزئية غائبة عن أذهان إدارة النادي والإدارة التنفيذية لكرة القدم على وجه الخصوص وبحث الحلول لتفادي الموقف؟ لم ولن أتطرق لكاريلي الغلبان فنيًا، والذي أجمع أغلب مناصري الاتحاد إعلاميًا وجماهيريًا على عدم مناسبته لقيادة الدفة الفنية، لأسباب مختلفة لا تنحصر فقط في عدم امتلاكه لأبرز سمات الإدارة الفنية وهي (الشجاعة) إلى جانب قناعاته الفنية العجيبة أثناء مجريات أغلب اللقاءات السابقة، وتمسكه ببعض العناصر التي تحتاج إلى مراجعة مستواها الباهت وإخراجه الأميز عطاء وتألقًا في اللقاء، علاوة على محاباته الواضحة فنيًا لهنريكي الذي لم يشبع رغبات محبي الاتحاد منذ إطلالته غير المقنعة مرورًا بمرحلة الظروف والغيابات وصولاً إلى تنفيذه لركلة ترجيح وصلت مطار الرباط المغربي قبل وصول مستلزماته الشخصية، ما زاد الطين بلة وحيرة ما ذكره كاريلي حول عدم حاجته الفنية لمهاجم، التصريح الذي قوبل بصدمة عنيفة يحيط بها استغراب ودهشة صفراء مكلومة. أيها الشرفاء الغيورون الأصيلون: أفيقوا من سباتكم وأحلامكم قبل خراب مالطا بفكرٍ ونهج تدريبي لا يعرف للإصلاح الكروي طريقًا ودليلاً، ومن كان دليله الفني كاريلي فلينتظر عواقب وخيمة يندى لها جبين العاشق الماكث بين شغف الانتماء ووهم السراب. ما زال للحكاية وتفاصيلها تتمة لا يتسع المقال لذكرها وبيانها. قانون: للقلب وجهة نظر، لا يتقبّلها العقل أحيانًا.