أكد د. صالح الجارالله الغامدي مؤسس علم النفس السيبراني بجامعة الملك عبدالعزيز، عضو لجنة تحكيم الأبحاث بمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال نجاح الكوادر السعودية المدربة في الأمن السيبراني على رصد المغالطات والهجمات الفكرية التي يقوم بها الذباب الإلكتروني في شبكات التواصل الاجتماعي والرد على الحسابات المعادية للوطن بكل موضوعية وتفنيد ادعاءتها الباطلة، وبين أن العديد من الهجمات السيبرانيةعبارة عن هجمات إلكترونية تحاول الدول بطاقاتها وجيوشها الإلكترونية التصدي لها فيضطر المهاجمون إلى استخدام طرق غير تقنية لتمرير هجماتهم ومنها الهندسة الاجتماعية وهي عبارة عن أسلوب يستخدمه الهاكرز في الدخول إلى عقول المسؤولين عن الأمن السيبراني. وقال في حوار مع «المدينة»: إنه تم دحر ادعاءات وأكاذيب قناة الجزيرة نحو الوطن، وتم تحليل كثير من التغريدات المسيئة وفضح المغالطات الموجودة في تلك التغريدات وتحدث عن توافر فرص وظيفية مناسبة لخريجي وخريجات علم النفس السيبراني وإدراج تخصص علم النفس السيبراني في التصنيف السعودي الموحد للتخصصات كما تطرق إلى حروب الجيل الرابع التي تعتمد على الإنترنت والهجمات السيبرانية، وكل الدول تهتم بالتصدي لهذه الهجمات عن طريق تأسيس وبناء إدارات الأمن السيبراني وهو جانب تقني بحت ولا علاقة له بعلم النفس، ولكن عندما لا يستطيع المهاجم السيبراني اختراق الأجهزة فإنه يغير خطته إلى اختراق العقول البشرية وخداع العنصر البشري القائم على الأمن السيبراني من خلال ما يسمى بالهندسة الاجتماعية، وطرق الإقناع والتي نقوم بتدريسها في هذا التخصص للطلبة بالجامعة حروب الجيل الرابع والتطورات المصاحبة له مستقبلًا.. وفيما يلي نص الحوار: بداية كيف ترون علاقة علم النفس السيبراني بالأمن السيبراني؟ علم النفس السيبراني تخصص حديث في مجال علم النفس يهتم بدراسة سلوك الإنسان في الفضاء السيبراني، وحماية العقل البشري من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي، ويعد من التخصصات الحديثة التي تهتم بها دول العالم أجمع وذلك من خلال تحليل سلوك المجتمع، والرأي العام في شبكات التواصل الاجتماعي. اما علاقة علم النفس السيبراني بالأمن السيبراني فهي تتضح بشكل واضح في أن العديد من الهجمات السيبرانية التي تتجه إلى الدول هي عبارة عن هجمات إلكترونية حيث تحاول الدول بطاقاتها وجيوشها الإلكترونية التصدي لهذه الهجمات التقنيه، فيضطر المهاجمون إلى استخدام كثير من الطرق غير التقنية لتمرير هجماتهم ومنها الهندسة الاجتماعية وهي عبارة عن اسلوب يستخدمه الهاكرز في الدخول إلى عقول المسؤولين عن الأمن السيبراني ومحاولة الهجوم على الأنظمة التقنية من خلال البشر لذا فإن علم النفس السيبراني يحاول تقديم مجموعة من الطرق المعرفية والمهارات الرقمية للتوعية من هذه الهجمات السيبرانية، وأساليب التعامل معها والتحذير منها. إقبال من الطلاب بصفتك المؤسس لعلم النفس السيبراني بجامعة الملك عبدالعزيز.. هل يوجد إقبال تجاه البرامج المقدمة في هذا الجانب؟ كيف لا.. وهي من الجامعات المتقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، وبفضل الله فقد استطعنا أن نؤسس هذا التخصص الحديث كأول جامعة عربية من خلال الاطلاع على تجارب الجامعات العالمية، وجمعنا في هذا التخصص الحديث بين علم النفس والتقنية في تخصص واحد. أما بالنسبة لإقبال أبناء المجتمع على دراسة هذا التخصص فعلى سبيل المثال تخرج في السنة الأولى 200 طالب وطالبة في هذا التخصص، ومازلنا نقدم هذا التخصص للمجتمع وما زال العديد من الطلاب والطالبات يواصلون التعلم والالتحاق بهذا التخصص الحديث في محاولة منهم لاكتساب مهارات التعامل مع الفضاء السيبراني، والتخصص في هذا المسار الحديث بعلم النفس. فرص وظيفية * هل توجد فرض وظيفية مناسبة لخريجي وخريجات علم النفس السيبراني؟ الدولة حريصة على تخريج المتخصصين في هذا الجانب، ويدل على ذلك توفير وزارة الموارد البشرية وظائف لخريجي دبلوم علم النفس السيبراني حيث يحصل خريج الدبلوم على وظيفة اختصاصي نفسي مساعد ووظيفة باحث قضايا أيضًا غالبية المتقدمين لهذه البرامج من الدبلومات هم من الموظفين أساسًا الذين يرغبون في تطوير قدراتهم ومحاولة فهم ماذا يحصل في شبكات التواصل الاجتماعي لحماية أنفسهم وحماية أهاليهم وأبنائهم في المنازل وأبناء المجتمع. قنوات معادية * هل تم رصد حالات لقنوات أو جهات معادية من خلال البحوث والتدريب العملي لعلم النفس السيبراني؟ طبعا كلنا نعلم خطورة شبكات التواصل الاجتماعي في نقل الأفكار من مجتمع إلى مجتمع آخر بشكل سريع قد يكون مؤثرًا على المجتمع وغالبية الدول أصبحت تحلل كل السلوكيات الموجودة في شبكات التواصل الاجتماعي من ضمن المقررات التي تدرسها تحليل شبكات التواصل الاجتماعي تحليلًا كاملًا والرد على بعض الحسابات المعادية للوطن، واستطعنا بفضل الله أن نعلم الطلاب كيفية الرد العلمي على كثير من المغالطات وكثير من الهجمات الفكرية التي يقوم بها الذباب الإلكتروني في شبكات التواصل الاجتماعي والرد على كثير من الحسابات المعادية للوطن. *تقريبا كم حالة تم رصدها وما أبرز تلك القنوات المعادية؟ من الأمثلة التي حاولنا أن نرد عليها هي قنوات الجزيرة بما تبث من ادعاء أكاذيب نحو الوطن، واستطعنا من خلال تحليل كثير من التغريدات لحساب قناة الجزيرة أن يرد عليهم بالعلم ونفضح بعض المغالطات الموجودة في تلك التغريدات، أيضا استطيع الرد على كثير من الحسابات المعادية للوطن ودحر كل التغريدات المعادية وإثبات أن أصحاب تلك الحسابات يعانون من بعض الاضطرابات النفسية من خلال إسقاطهم على الدولة أو الوطن ولا شك أن الجامعة تحاول أن ترفع مستوى الوعي لدى أبنائها وبناتها من الطلاب والطالبات، ونسير في اتجاه واحد مع الجهات ذات العلاقة لدرء مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي على الفرد، والوطن. المهارات الرقمية *برأيك هل حقق علم النفس السيبراني أهدافه وهل حان الوقت للتوسع فيه واعتماده بشكل رسمي في المناهج الدراسية الجامعية؟ في الحقيقة تخصص علم النفس السيبراني مازال في بداياته، كما بدأت الجامعات السعودية، والعربية الاهتمام بهذا التخصص، وأقرت وزارة التعليم مشكورة تدريس مقرر المهارات الرقمية في مدارس التعليم العام استشعارًا منها بأهمية إعداد الأجيال القادمة في هذا الجانب وعدم ترك أي مجال للصدفة أو تلقي بعض المهارات من خلال شبكة الإنترنت فقط. الخدمة المدنية * خلال الفترة الماضية تم تداول إمكانية تصنيف علم النفس السيبراني في الخدمة المدنية.. إلى أين وصلت الجهود في هذا الجانب؟ نعم بفضل الله تم إدراج تخصص علم النفس السيبراني في التصنيف السعودي الموحد للتخصصات الذي أقر في عام 1440ه، كما قامت الجامعة بمخاطبة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي وافقت على تصنيف هذا التخصص ومنح وظيفتين للحاصلين على هذا التخصص ضمن الوظائف الحكومية. عمليات القرصنة *في الجيل الرابع كانت عمليات القرصنة والاختراقات بشكل كبير هل علم النفس السيبراني كان له وجود في فترة الجيل الرابع لا شك أن الجيل الرابع من الحروب تعتمد على الإنترنت والهجمات السيبرانية، وكل الدول تهتم بالتصدي لهذه الهجمات عن طريق تأسيس وبناء إدارات الأمن السيبراني وهو جانب تقني بحت ولا علاقة له بعلم النفس، ولكن عندما لا يستطيع المهاجم السيبراني اختراق الأجهزة فإنه يغير خطته إلى اختراق العقول البشرية وخداع العنصر البشري القائم على الأمن السيبراني من خلال ما يسمى بالهندسة الاجتماعية، وطرق الاقناع والتي نقوم بتدريسها في هذا التخصص لطلبة بالجامعة. حروب الجيل الرابع * كيف يحمي علم النفس السيبراني المجتمع من أضرار حروب الجيل الرابع والتطورات المصاحبة له مستقبلًا في مرحلة الجيل الخامس من التقنية؟ أصبح استخدام التقنية في حروب الجيل الرابع أساسيًا، وزادت شبكات التواصل الاجتماعي من هذه الحدة فأصبحت الدول تسعى للسيطرة على المجتمعات من خلال السيطرة على هذه الشبكات وبعض الدول تجند خبراء ومختصين للسيطرة على عقول أفراد المجتمع، وما كان يحصل في المواقع الإرهابية ليس ببعيد والتي غررت بالعديد من المراهقين واستغلت عواطفهم الدينية من خلال هذه المواقع، وللعلم بالشيء فبعض الدول لا تكتفي بخبراء من البشر للسيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي بل تضخ ملايين الدولارات وتستخدم خوارزميات الذكاء الاجتماعي وما يسمى بالبوت الذكي Bot's للسيطرة على هذه الشبكات ومنها الى السيطرة على عقول مواطن الدول الأخرى، وتوجد دراسات في هذا الجانب كما أن التقارير الدولية المحايدة تؤكد ذلك. - في ختام أسئلتنا.. ما كلمتكم الأخيرة؟ أشكر صحيفة المدينة على اهتمامها، وتسليط الضوء على هذا التخصص الحديث الذي استطعنا بفضل الله أن نؤسس له في المملكة كأول دولة في الشرق الأوسط تعتمد وتدرس هذا التخصص بعد الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا فقط. وكما أن للتقنية جوانب إيجابية جمة ساهمت في تذليل العديد من العقبات للمواطن، فإن لها أيضًا جوانب سلبية من أهمها التأثير على الصغار والمراهقين وسرعة انتقال الأفكار العالمية في المجتمعات التي جاهدت سنوات عديدة للحفاظ على ثقافتها دون تأثير، وعلينا في هذا الجانب توعية المجتمع بجميع فئاته وشرائحه لتكون تجربة الاستخدام للتقنية والبيئات الرقمية تجربة نافعة وإيجابية. سيرة ذاتية صالح بن يحيى الجارالله الغامدي دكتوراة في علم النفس تخصص «إرشاد نفسي» في عام 2009 وكيل عمادة القبول والتسجيل وعضو هيئة التدريس في جامعة الباحة سابقًا أستاذ مشارك في علم النفس / الإرشاد النفسي في معهد الدراسات العليا التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز حاليًا رئيس قسم علم النفس بمعهد الدراسات العليا التربوية عضو لجنة تحكيم الأبحاث بمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال الشهادات العلمية 2003: درجة الماجستير في علم النفس والتربية - جامعة أم القرى مكةالمكرمة المملكة العربية السعودية 2009 درجة الدكتوراة من علم النفس والتربية - جامعة أم القرى مكةالمكرمة المملكة العربية السعودية الخبرات السابقة 2011 - 2014: أستاذ مساعد, جامعة الباحة -الباحة- المملكة العربية السعودية 2011 - 2014: رئيس قسم التربية الخاصة - جامعة الباحة -الباحة المملكة العربية السعودية 2012 - 2014: وكيل عمادة القبول والتسجيل - جامعة الباحة- المملكة العربية السعودية 2014 - حاليا: أستاذ مشارك - جامعة الملك عبدالعزيز- جدة المملكة العربية السعودية الاهتمامات البحثية دراسات التطرّف والإرهاب أبحاث الإرشاد الأسري برامج تدريب المقبلين على الزواج أبحاث الشخصية وعلاقتها ببعض المتغيرات