تناغمٌ كرويٌّ جميل بين صفوف أخضرنا السعودي في ختام منافسات التصفيات الأولية المؤهلة لمونديال 2022م والوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2023م، جعل من الموركي الأخضر والقرني الأبيض في مدرج العز والشموخ أيقونة فرح وسعادة عارمتين لمن حولهم من المؤازرين للأخضر الأنيق ولشعبٍ يتنفسُ وطنه حباً وانتماءً خلف شاشاتٍ توشحت هي الأخرى بشعارٍ اكتسى بلون الحياة، يتوسطه سيفين يرمزان للقوة والتضحية تعلوهما نخلة ترمز للخير والرخاء مُزج حاضره المجيد وماضيه التليد بهتافٍ وطنيٍّ أصيل عمّ أرجاء الكون بمضمونٍ ومحتوى يبدأ وينتهي ب(الله الله يا منتخبنا)، صوتُ مدرجٍ لن يخبو هتافه الذي كان وما زال وسيظل صداه مدوياً ومزلزلاً لجنبات وأركان ملاعب الكرة المحلية والخليجية والعربية والآسيوية حتى تفجّر في العالمية منها. خطوة خضراء أولية ومرحلة استباقية عشنا مع تفاصيلها لحظات شغفٍ وترقبٍ صاحبهما اطمئنان لجيلٍ كروي لا يخالجنا معه شك ولا ريب في استعادة مجد كرةٍ سعوديةٍ اختفى بريقها ونورها الساطع برهة من الزمن، اطمئنانٌ وتفاؤلٌ رأيناهما في أعين مدرجٍ أخضر احتضن بعضاً من عمالقة المجد الذهبي، ولمسناهما في همّةٍ تعانق السحاب لوزيرٍ رياضيٍّ هُمام خلع جلباب وزارته ومسؤولياته الجسام ليرتدي رداء المشجع المتيّم بحب وطنه ويقود مدرجاً وطنياً أخضر اللون فكانت المحصّلة تأهل مستحق لمرحلة قادمة أقوى من سابقتها. مرحلةٌ مقبلةٌ بلا شك ستكون أشدّ عنفاً في نزالاتها الكروية، فالاطمئنان والتفاؤل والأمنيات وحدها لا تكفي لتحقيق المأمول والمرجو والوصول إلى هدفٍ منشودٍ لمنظومةٍ رياضية طموحة، فبرغم جمال العمل الفني المبهج للكتيبة السعودية الخضراء في التصفيات المختتمة إلا أنّ المنتخبات المنافسة لم تكن ندّاً يشكّل خطراً على وضع التأهل، لكنّ ذلك كلّه وأكثر لم ولن يلغي جمالية وروعة الصدارة المستحقة بجدارة والمتوّجة بفرحةِ مملكةٍ عربية سعوديةٍ بجيلٍ وطني صنع بهم ومن خلالهم القائمون على رياضتنا كرةً حديثة تسر الناظرين. عملٌ قادمٌ متعب وشاق ينتظر الصقر الأخضر عبدالعزيز بن تركي الفيصل ورفاقه الصقور الأوفياء لقادة وطنٍ كرام منحوهم ثقة رفيعة، وعلو همّتهم دون أدنى شك قادرة على إبراز عملٍ رائع داخل أروقة قطاعٍ حيويٍّ هام في سبيل الوصول إلى منجزاتٍ مرتقبة لن تكون سهلة المراس لمن استطاع إليها سبيلا، ومع ترقبها وانتظارها تظلُّ مساندتنا الواجبة وثقتنا العالية في أخضر الوطن والقائمين عليه وتفاؤلنا وأملنا ورجاؤنا أسلوب حياة يحيط بنا من كل جانب إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. قانون: حب الوطن.. مبدأٌ وغايةٌ تبصر به عيون وتنبض به قلوب.