منذ تأهله لأول مرة عام 1994 لكأس العالم بقيادة الرعيل الذهبي والذي صنع مجدا جديدا للكرة السعودية والمنتخب السعودي يعد المنافس الابرز في التصفيات المؤهلة للمونديال في كافة مراحلها. ورغم ان المنتخب الاخضر لم يتأهل للمونديال الافريقي 2010 إلا انه كان الاقرب لذلك وخرج بعد مباراة عصيبة امام المنتخب البحريني. لكن الحقبة الماضية أن صح التعبير لم تشهد خروج مبكر للمنتخب ومن التصفيات الأولية حيث كانت تلك المرحلة سهلة البلوغ ولا يجد فيها المنتخب السعودي أي مشكلة نظير فارق الخبرة والمستوى الفني الذي جعله منتخباً مهاباً صعب المراس. لكن صقور الصحراء يجدون انفسهم اليوم امام تحدي تاريخي حاسم فكل ما تعرض له المنتخب الاخضر في الماضي من تراجع في الاداء والنتائج يمكن اعتباره كبوة فيما لو استطاع تخطي عقبة المنتخب الاسترالي الذي يواجهه ظهر الاربعاء. فتخطي تلك المباراة يحمل قيمة تاريخية كبيرة كون التأهل سيعيد الهيبة المفقودة وتسترجع الثقة الغائبة ويؤكد الاخضر انه عملاق مهما تحدته الظروف. لكن خروجه بالخسارة او التعادل من سباق المونديال سيؤكد نظرية هبوطه الفني وتأخره فعلياً عن نظرائه من المنتخبات. بل ان حتى تصنيفه في الفيفا رغم انه متراجع اصلا سيرمي به إلى مراتب متدنية لا تليق بتاريخه العظيم. أن على نجوم الأخضر ان ينتزعوا التأهل وان يثبتوا انهم فعلاً نجوم وعليهم ان يستنيروا بسيرة من سبقهم من النجوم والذين سطروا ملاحم الابداع وكتبوا التاريخ الذهبي المشرق. وسيسامح الجمهور السعودي كل جراح الماضي ونكساته كون البقاء ضمن دائرة المنافسة على التأهل هو الأمل الاخير لهذه الجماهير لاستعادة الفرح الوطني بكل ابعاده. اما في حالة الاخفاق لا سمح الله فإن فاتورة المحاسبة ستطول وتداعياتها ستتفرع بل وسنندب حظنا ونعترف اننا بتنا منتخب متواضع او فريق محطم لا يليق به حمل اسم الوطن وسنعود للتباكي على الزمن الذي كان. ان مساحة التفاؤل تطغى على ذكرى الاحباط ونرجو ان يكون الاربعاء هو اليوم الاكثر فرحاً وامتاعاً للرياضة السعودية ولا شك ان نجوم الاخضر قادرون على تجاوز المنتخب الاسترالي لا سيما وهو يلعب بالصف الثاني بعد ان ضمن التأهل وهذا سيمنح الصقور الخضر فرصة اكبر كون دافعهم هو الانجاز والتأهل وليس فقط عرقلة المنافس. فهل يشهد الاربعاء ملحمة تاريخية جديدة نتغنى بها لسنوات ونتجاوز عنق الزجاجة الاسترالية ام ستكتب نهاية الامل وموت الطموح.