يعتبر إقليم سدير بتاريخه المجيد والعريق جزءًا مهمًا من تاريخ بلادنا الحبيبة في هذا الكيان، الذي تأسس على يد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله في ميثاق الدرعية المشهور، ونظرًا لحرص أهالي سدير على توثيق معاملاتهم المختلفة فقد كُتبت الوثائق الكثيرة لدى أسرهم، ولأهمية ذلك صدر كتاب (من وثائق سدير)، وسيليه بإذن الله أجزاء أخرى تضم أكثر من 4000 وثيقة، ويضم الكتاب 500 صفحة، والقسم الأول منه (مراسلات أئمة وملوك وأمراء آل سعود) يليه قسم (الوثائق العامة) منذ القرن الحادي عشر الهجري، ولا شك أن البحث الميداني الذي قام به أعضاء لجنة كتاب (من وثائق سدير) كان له أثرٌ بالغ في جمع ما يمكن جمعه؛ ومع أنه يمثل القليل المتوقع من المتوفر لكنه قد يكون محفزًا لبقية الأسر في إخراج وثائقها، ففي فوائد البحث عن هذه الوثائق إعادة إحياء التالف منها، والحفاظ على المتبقي من التلف؛ لأنها تمثل تاريخًا لأصحابها، وللحياة الاجتماعية والاقتصادية في وقتها، كما أن ذكر الأعلام الواردة في الوثائق والترحم عليهم فيه أجر عظيم لهم، فأصبح هناك تاريخًا يمكن للباحث أن يستفيد منه، والوثائق لها أهميتها من حيث معرفة أسلوب ونمط الحياة من عدة جوانب، أهمها الحرص على الجوانب الشرعية في المواريث والتكافل الاجتماعي، وتكشف من خلال سطورها حقائق وموضوعات وأحداثاً معاصرة لزمنها أو ناقلة لزمن قبلها، وتظل مصدراً حقيقياً لكتابة التاريخ والبحث فيه، فلا تاريخ بلا وثائق. ويعتبر هذا العمل الوطني استجابة لتوجيهات ولاة أمرنا نحو الحفاظ على مكونات جزء هام من تاريخ هذا الوطن الغالي في ظل قيادة سامية أوجدت مراكز علمية تقوم بهذه المهمات عبر جهات مختلفة.