صدر حديثاً الجزء الأول من كتاب: «من وثائق سدير» للباحث الأستاذ عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز أبا بطين، مدعوماً بصور الوثائق التي بلغت (235) وثيقة، وشرحاً توضيحياً لتاريخ الوثيقة، واسم الكاتب، والمصدر، والمكان، ونص الوثيقة ورقمها، وتم تقسيمه إلى قسمين الأول: «مراسلات أئمة وملومك وأمراء آل سعود» والثاني: «وثائق عامة». كما تضمن الإصدار تعريفاً به جاء فيه: «يعتبر إقليم سدير بتاريخه المجيد والعريق جزءا مهما من تاريخ بلادنا الحبيبة في هذا الكيان، الذي تأسس على يد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - في ميثاق الدرعية المشهور، ونظراً لحرص أهالي هذا الإقليم على توثيق معاملاتهم المختلفة فقد كُتبت الوثائق الكثيرة لدى أسرهم، ولا شك أن البحث الميداني الذي قام به أعضاء لجنة الكتاب كان له أثرٌ بالغ في جمع ما يمكن جمعه؛ ومع أن يمثل القليل المتوقع من المتوفر لكنه قد يكون محفزاً لبقية الأسر في إخراج وثائقها، ففي فوائد البحث عن هذه الوثائق إعادة إحياء التالف منها، والحفاظ على المتبقي من التلف؛ لأنها تمثل تاريخاً لأصحابها، وللحياة الاجتماعية والاقتصادية في وقتها، كما أن ذكر الأعلام الواردة في الوثائق والترحم عليهم فيه أجر عظيم. وهذا العمل الوطني يعد استجابة لتوجيهات ولاة أمرنا نحو الحفاظ على مكونات جزء مهم من تاريخ هذا الوطن الغالي في ظل قيادة سامية أوجدت مراكز علمية تقوم بهذه المهمات عبر جهات مختلفة». وقام بالبحث الميداني أعضاء لجنة التوثيق المكونة من: عبدالله بن إبراهيم الحقيل، محمد بن عبدالعزيز الفيصل، يوسف بن محمد العتيق، عبدالعزيز بن محمد الدريس، هشام بن صالح العيفان، محمد بن عبدالله أبابطين، محمد بن يوسف العتيق، وتحدثوا عن هذا العمل بقولهم: «إن الدارس للتاريخ عبر العصور يجد أن للوثيقة حضوراً قوياً في إعداد مادته؛ لأنها تكشف من خلال سطورها حقائق وموضوعات وأحداثاً معاصرة لزمنها أو ناقلة لزمن قبلها، وتفتح أمام الدارس للتاريخ أبواباً للاجتهاد والتحليل وكشف الحقائق، وفقاً للظروف والعوامل التاريخية التي استوجبت كتابها. فالوثائق إذا ما توافرت وأتيح لها الظهور من مخازنها، تظل مصدراً حقيقاً لكتابة التاريخ والبحث فيه، فلا تاريخ بلا وثائق». ويعد هذا العمل الوطني استجابة لتوجيهات ولاة الأمر نحو الحفاظ على مكونات جزء مهم من تاريخ الوطن الغالي في ظل القيادة السامية التي أوجدت الكثير من المراكز العلمية التي تقوم بهذه المهمات. كما تضمن الكتاب خاتمة نقتطف منها: «بحمد الله وفضله انتهت لجنة كتاب: «من وثائق سدير» من الجزء الأول لهذه الوثائق، ولا شك أن اللجنة بكامل أعضائها الكرام قد بذلت جهداً مميزاً في جمع وتنظيم وكتابة هذه الوثائق، وكما يعلم الجميع أن الحصول على الوثيقة ليس بالأمر السهل فهي تحتاج إلى سفر ومواعيد وأخذ موافقات من أصحابها، كل ذلك من أجل الحفاظ على الموروث التاريخي الوثائقي لإقليم سدير، ولا شك أن المصاعب تهون عندما نرى مثل هذا الكتاب الذي يحفظ بين دفتيه خلاصة هذه الجهود».