نوّه وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، بما جاء في الدراسة التي أعدتها منظمة (acaps) البحثية السويسرية بالشراكة مع شركتي (كاتبولت) و(ريسك اوير) مؤخرا، حول تقييم الأثر لاحتمالات تسرب أو انفجار أو غرق القنبلة الموقوتة صافر بين هذا الشهر أبريل ويونيو المقبل، مشددًا على أن هذه الدراسة "تعيد قرع أجراس الخطر لواحدة من أخطر كوارث التلوث البيئي في تاريخ البشرية".. وأضاف الإرياني، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الدراسة تؤكد أن ساحل البحر الاحمر والدول المجاورة له تتعرض لخطر كارثة بيئية يمكن أن تحدث في أي يوم مع آثار إنسانية واقتصادية كبيرة، مع تسرب أربعة أضعاف كمية النفط الخام التي انسكبت من اكسون فالديز عام1989 والتي كان لها آثار كبيرة على البيئة والناس وسبل عيشهم في المناطق المتضررة، كما أنها تؤكد أن الانفجار المحتمل لصافر سيؤثر على سبل عيش 1.6 مليون شخص بالانسكاب وعمليات التنظيف اللاحقة، من خلال الأضرار التي ستلحق بالصناعات الساحلية وإغلاق المصانع والموانئ، فضلاً عن الأضرار التي ستلحق بمصايد الاسماك والموارد البحرية، مشيرًا إلى أن الدراسة تلخص الأثر الاقتصادي المتوقع للكارثة عبر توقف عمليات مينائي الحديدة والصليف لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، مما سيحد من واردات الوقود والغذاء ويعرض وظائف عمال الموانئ للخطر، والذي سيؤثر على إنتاج الكهرباء والخدمات الصحية والنقل، وارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية. ويتابع الإرياني بقوله: وعن عمليات صيد الأسماك فمن المحتمل بحسب الدراسة أن يتم منع %50 من مصايد الأسماك من الصيد بسبب الانسكاب النفطي، وستكون سبل عيش 31,500 صياد في خطر، وقد يفقد 235,000 عامل في صيد الاسماك والصناعات ذات الصلة وظائفهم، وهي آثار مدمرة على سبل عيش الصيادين والعمال وأسرهم الفقيرة جدا. وأوضح الوزير اليمني بأن الدراسة تقدر التكلفة المقدرة للتأثير العام وتكاليف التنظيف العالية للانسكاب النفطي للخزان العائم "صافر" ب(20 مليار دولار أمريكي)، وتؤكد إن إطلاق النفط في الماء سيكون له تأثيرات أكبر بكثير وأطول أمداً من إطلاق الجسيمات من خلال النار. وأعاد الإرياني التأكيد على التأثير السلبي لكارثة الناقلة "صافر" بالقول: تشير الدراسة إلى أن كارثة صافر يمكن أن تعرض 5.9 مليون شخص في اليمن و1 مليون في المملكة العربية السعودية لمستويات عالية جدًا من تلوث الهواء، مع ظهور آثار ضارة بعد 48-24 ساعة من اندلاع حريق في الخزان، وسيتأثر ما يصل إلى 967,000 نازح في مناطق اليمن التي يمكن أن تغطيها أعمدة دخان. ويستطرد الإرياني في سرد التأثيرات الاقتصادية لكارثة الانسكاب النفطي، مبينًا أن الدراسة تشير الى ان نحو 9.9 مليون شخص في اليمن و1.5 مليون في المملكة العربية السعودية قد يواجهون مخاطر خسائر المحاصيل والعواقب ذات الصلة مثل العرض المحدود للأسواق وارتفاع الأسعار نتيجة ترسب السخام، كما ان 500 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في اليمن يمكن أن تتلقى ترسبات من الملوثات التي من شأنها أن تعيق نمو النباتات للمحاصيل المزروعة، وقد يعاني 3.25 مليون مزارع من خسائر في المحاصيل وتهديد سبل عيشهم لمدة عام، ويمكن أن تبلغ الخسارة المقدرة في الإنتاج الزراعي 70 مليون دولار. وبإزاء هذه المخاطر التي أشارت إليها الدراسة، عاد الإرياني إلى التأكيد بأن مليشيا الحوثي تواصل المراوغة والتلاعب بملف صافر واستخدامه مادة للمساومة وابتزاز المجتمع الدولي، دون أي اكتراث بالمخاطر المحدقة والتحذيرات التي تطلقها مراكز بحثية وخبراء، والنتائج البيئية والاقتصادية والانسانية الكارثية التي سيدفع ثمنها الملايين من البشر وستستمر لعقود، مجددًا المطالبة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة للقيام بمسئولياتهم والتدخل لوقف هذه الكارثة الوشيكة التي ستطال بآثارها الاقليم والعالم، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف المتاجرة بملف صافر والسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بمعاينة وتقييم الأضرار وتفريغ الناقلة فورًا ودون قيد أو شرط.