تبذل حكومة خادم الحرمين الشريفين جهودًا كبيرة في التصدي للمخدرات بكافة أنواعها.. ويعتبر القات أحد المواد المصنفة ضمن أنواع المخدرات حسب منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت تعاطي القات يسبب الإدمان. وتعتبر منطقة جازان التي تقع جنوب المملكة العربية السعودية والتي تحد الجمهورية اليمنية التي تشتهر بأنها إحدى الدول المعروفة بزراعة القات مع الحبشة، ويتعاطى أغلب مواطنيها نبات القات، وهذا الأمر ساهم في تعاطي عدد من أبناء المنطقة لنبات القات، بل إنه تم زراعته في المناطق الجبلية من منطقة جازان. وقد بذلت حكومتنا الرشيدة جهودًا كبيرة للتصدي لهذه الظاهرة من خلال القبض على المروجين وكذلك المتعاطين، وأيضًا من خلال التوعية وإبراز الأضرار الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الناجمة عن تعاطي القات، ومن ذلك "جمعية التوعية بأضرار القات" التي تأسست عام 1425، تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، بدعم كبير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، والتي أثمرت جهودًا كبيرة من خلال القضاء على زراعة القات في المناطق الجبلية واستبدالها بزراعة البن والفواكه التي تناسب البيئة الجبلية من حيث الزراعة بالتعاون مع هيئة تطوير وتعمير فيفا. يعتبر القات أحد الأسباب التي ساهمت في عدم بروز الرياضة في منطقة جازان ووصول أنديتها إلى الدوري الممتاز، رغم أن أبرز المواهب الرياضية على مستوى المملكة من منطقة جازان، بل إنه يصعب أن تجد ناديًا في الدوري الممتاز أو الدرجة الأولى لا يوجد لديه لاعب من أبناء المنطقة، فما السبب لعدم وصول نادٍ من أندية المنطقة إلى الدوري الممتاز بالرغم من أنهم في المستويات السنية يحققون الإنجازات ومنها حصول نادي حطين على بطولة المملكة لدرجة الناشئين لعامين متتاليين، وكذلك وصول ناشئي اليرموك إلى نهائي بطولة الناشئين وخسر أمام الهلال، ولكن عندما يكبر البعض من اللاعبين نجد أن مستوى تفكيرهم يتغير، وكذلك تأثير الأصدقاء في الانجراف إلى مجالس القات مما ساهم في تدمير العديد من المواهب الرياضية في منطقة جازان. أما من ناحية الأضرار الاقتصادية فيتضح ذلك لدى شخص موظف ويتجاوز راتبه ال15000 ريال، وأصبح على أبواب سن التقاعد وهو لا يملك بيتًا له ولأسرته، فهو إما يسكن في منزل إيجار أو يسكن مع عائلته في بيت الأسرة، حيث يبلغ صرف الشخص الواحد على القات من 150 إلى 450 ريالاً يوميًا، بمبلغ إجمالي 4500 إلى 13500 ريال شهريًا، ويساوي 54000 إلى 162000 ريال سنويًا، لكم أن تتخيلوا أن هذا هو معدل صرف الشخص الواحد على جلسة القات، مما كان له أثر كبير على الجانب الاقتصادي لدى متعاطي القات. أما من ناحية الأوهام التي يتم إطلاقها بين أوساط متعاطي القات بأنه يساهم في علاج مرضى السكري، أو تحسين القدرة الجنسية لدى متعاطيه، فهذا غير صحيح فهو سبب رئيس في الإمساك بل البواسير، وهو يضعف شهية الشخص للأكل، وكذلك الأرق. نتمنى من جيلنا الواعي المساهمة في التوعية بأضرار القات ومساندة كل الحملات التي تبذلها الجمعية من خلال التوعية بأضرار القات لإيجاد مجتمع محصن آمن ضد آفة القات.