تشارك نحو عشر سيدات من بينهن أكاديميات في المكافحة والتوعية بأضرار القات في منطقة جازان، وذلك ضمن برنامج أعدته جمعية التوعية بأضرار القات في المنطقة، حيث جاءت المشاركة النسائية بناءً على دراسة علمية أكدت تعاطي النساء للقات، من خلال الجلسات الخاصة، وما نتج عنه من شواهد اجتماعية سلبية. "د.أحلام حكمي" إحدى المشاركات في التوعية؛ بدأت في تنفيذ المشروع عبر نشر ثقافة ضرر القات داخل كليات جامعة جازان للبنات؛ انطلاقا من الأقسام الأدبية ومروراً بالأقسام العلمية، وخرج البرنامج إلى حلقات تحفيظ القرآن داخل الدور النسائية المخصصة عبر كتب صغيرة؛ يرافقها مطويات توزع على الحاضرات بعد الانتهاء من الدرس أو المحاضرات الدينية. وتؤكد "د.أحلام" على وجود أعداد من النساء اللاتي يتعاطين القات، ولكن خصوصية المجتمع السعودي حالة دون أن تحولها لظاهرة ملحوظة، ولم تمكنهن من حصر عدد محدد؛ مما تسبب في عزوف الكثير من السيدات للالتحاق بالعمل ضمن الجمعية، إلى جانب النظرة الدونية لعملهن؛ لافتة إلى أن منطقة جازان تحتاج للمزيد من العاملات في هذا المجال لكبر حجم المنطقة وتعدد محافظاتها وقراها. وقالت:"إن من أبرز البوادر السلبية للقات تبدأ من جلسة القات نفسها، والتي تمتد إلى سبع ساعات وتكون فيها ربة المنزل منشغلة عن تربية أبنائها، ورعاية بناتها بالشكل المطلوب؛ مما ينتج عنه انحراف الفتيات والأبناء وخطورة ذلك على المجتمع"، مشيرة إلى أن من أضرار القات التأثير الاقتصادي على الأسرة ودخلها المادي. وأضافت أن القرى والهجر ينتشر فيها تعاطي النساء للقات؛ بيد أن مدينة جازان ينتشر في أوساط النساء القاطنات في الأحياء القديمة، موضحة أن تدني مستوى التعليم لدى ربة المنزل من أبرز مسببات التعاطي. وأكد "د.طاهر العريشي" -المتحدث الرسمي لجمعية التوعية بأضرار القات- على أن الوصول إلى النساء المتعاطيات للقات أمر صعب للغاية؛ لكون بعض أولياء الأمور يرفضون تعاطي فتياتهن ونسائهن للقات، ولكنهن يقدمن على تلك الخطوة بسرية تامة؛ مما جعل الوصول لإحصائية دقيقة صعب جداً؛ بيد أن هناك سيدات كبيرات في السن يتعاطين القات برفقة أزواجهن وأبنائهن، وهذه ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المدن الرئيسة كجازان وصبيا وأبو عريش. وحول السيدات المشاركات في مكافحة والتوعية بأضرار القات أفاد "د.العريشي" أن المتعاونات بشكل تطوعي ولا يتقاضين أي مبالغ نظير عملهن، وهناك مطالب من الجمعية رفعت إلى إمارة المنطقة والشؤون الاجتماعية لوضع السيدات في المقام الرسمي، بحيث يمارسن عملهن داخل الجمعية بقسم نسائي منفصل، ويخصص لهن مبالغ مالية، لافتاً إلى أن الجمعية أكثر ما تصرفه على الأنشطة الرجالية من توعيه وغيرها؛ بسبب ارتفاع نسبة المتعاطين بين الشباب، حيث بلغ في آخر دراسة 70 % منهم متعاطون. وأضاف أن نسبة كبير من المقلعين عن تعاطي القات نتيجة التوعية تم تكريمهم في حفل خصص خلال الأسبوع السنوي للتوعية بأضرار القات والذي يفتتحه أمير المنطقة، أما العنصر النسائي فلم نصل إلى مقلعة؛ بسبب السرية التامة في التعاطي والإقلاع. وأشار إلى أن الجمعية نفذت خلال العام الماضي اقتلاع نحو 45 ألف شجرة قات من جبال فيفا وضواحيها، حيث يزرع بعد إخضاع أصحاب تلك المزارع لبرنامج تثقيفي وتوعي عن الأضرار الناجمة عن تعاطي القات؛ مما ساهم في تجاوب أعداد كبيرة من مشايخ القبائل، موضحاً أن جملة من الخطط التي اتخذتها الدولة للقضاء على مزارع القات في جبال فيفا منها وضع مبالغ مالية لمن يقلع شجرة قات ويزرع شجرة مثمرة، ولكن للأسف الشديد لم تجد تعاوناً من أبناء تلك المزارع، مشدداً على أنه لابد من خطة ترفيهية بديلة لسكان جبل فيفا عندما تقلع أشجار القات، وأن يعوضوا بنوادٍ للترفيه عن أنفسهم وتجنبا للعودة لزراعة القات وتعاطيه.