لطالما اقترنت كلمة البروتوكول والإتيكيت بالعمل الدبلوماسي الرسمي، وله من اللوائح والأنظمة المتبعة في كل دول العالم المعترف بها دولياً وفق سياسات موثقة ومعروفة لمن يعمل في هذا المجال والقريب منه وخصوصاً في وزارة الخارجية، ومن الجميل عندما نراه ينفذ في كثير من المراسم في استقبال الوفود أو توديعهم وحتى في جميع مناسباتهم ذات الطابع الرسمي وعلى قدر المستوى من التمثيل السياسي للدول. وكلمة إتيكيت وهي فرنسية الأصل وتعني مجموعة من الآداب الاجتماعية التي يلتزم بها الأفراد في تعاملاتهم، وهو فن السلوك المهذب وآدابه وأخلاقه والصفات الحسنة، وأما البروتوكول فيعني مجموعة من الإجراءات والتقاليد وقواعد اللباقة التي تسود التعاملات والاتصالات، وقد بدأ العمل يأخذ خطوات جادة بهذه البرتوكولات في معظم جوانبه وتطبيق الكثير منها بين الموظفين في تأدية الأعمال بشكل منظم وفق قواعد منظمة تنظمها القواعد والأعراف لإنجاح بيئة العمل وبالتالي نجاح العمل وأهدافه. هل مهم في العمل أن يكون هناك برتوكول وظيفي؟ أعتقد من الضروري وجود البرتوكولات بشكل عام خارج وداخل الوظيفة في كل الأعمال التي تتناسب معها، وهذه البرتوكولات تهتم بمعظم التفاصيل من صغيرها الى كبيرها، بدءاً من الزي المناسب للعمل بما يتماشى مع التقاليد والأعراف السائدة لكل مكان ولكل زمان. العديد من الناس في المجتمعات المتحضرة يلتزمون بالإتيكيت وهو مفهوم عالمي يعنى بالآداب العامة، وتراعى الأصول والأعراف العامة في التعامل فيما بينهم، باحترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم ومساعدتهم، واللباقة والحديث المهذب معهم، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على التعامل الوظيفي بكل صوره. من يعتقد بأن فنون الإتيكيت هي مستوردة من الخارج، فهو اعتقاد غير صحيح،لأن هذه الآداب تنبع من أصول ديننا الحنيف، وهناك نماذج متعددة من سلوك سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في فن الإتيكيت في التحية والمصافحة وقواعد السلام والمحادثة واللهجة والزيارة والضيافة والبشاشة والاستئذان والهدية والتواضع واحترام المواعيد والتعامل المُرضي والموائد وغيرها من السلوكيات اليومية بين المسلمين. بقي أن نقول بأن البرتوكولات وفنون الإتيكيت وجدت للاستعمال ويجب الأخذ بها بما يتناسب معنا، فهي مؤشر للرقي وحسن التعامل، نستطيع أن نتعلمها ونتقن تعليمها لمن حولنا.