توقعت منظمة الصحة العالمية بأن تنتهي جائحة كورونا بإذن الله في أوائل 2022، وهذا يدعو للتفاؤل بأن تعود الحياة بأفضل إشراقة وأجمل رؤية، وهذا يعني بأن عام (2021) الجاري هو عام التحديات والقوة والعزيمة والإرادة في مواجهة الفيروس الشرس الذي أصاب الملايين وأودى بحياة أكثر من مليوني شخص فى عام واحد، وحسب الأدلة والتجارب مع عالم الأوبئة والفيروسات مثل ما حدث مع كورونا الإبل وإنفلونزا الخنازير والطيور عادة يبدأ الفيروس قويا وشرسا ثم بعد ذلك يضعف وينتهي بالتدريج، ولكن يجب ألا ننسى بأن مشكلة الفيروسات في حالة إهمالها قد تتحور إلى فيروسات أشرس وأكثر خطورة. وقبل أن أتحدث عن دور أفراد مجتمعنا في هذا العام أود أن أتحدث عن خطورة شراسة هذا الفيروس بحكم تعرضي وإصابتي به مرتين، فهذا الفيروس غامض ومزعج وتختلف أعراضه وسماته وخطورته داخل أجساد المصابين، فبغض النظر عن دور الجهاز المناعي، إلا أن الفيروس قد يكون لطيفًا مع البعض وشرساً مع البعض الآخر. والأمر الأهم الذي أود أن أتطرق إليه هو موضوع أهمية الوقاية بعد مرحلة تطعيم الجرعة الأولى ولماذا قد يتعرض البعض للإصابة برغم أخذ اللقاح؟ الإجابة على ذلك هي أن البعض الذين يحصلون على تطعيم الجرعة الأولى يتوقعون أن أجسادهم اكتسبت المناعة اللازمة التي تساعد الجسم في صد فيروس كورونا، وبالتالي يتساهلون في الإجراءات الاحترازية وفى ارتداء الكمامة ويقتربون من الآخرين دون مراعاة التباعد الجسدي، وكلا الأمرين يمهدان لاكتساب العدوى من الآخرين لأن جرعة التطعيم لم تعط المناعة اللازمة للجسم إذ مازال هناك جرعة أخرى وبعدها الانتظار أيضًا أسبوعين إضافيين حتى يصبح مفعول العقار قادرًا على إكساب الجسم المناعة الكاملة في مواجهة الفيروس، لذا فان خير نصيحة هي عدم التساهل بالإجراءات الاحترازية بعد الجرعة الأولى.. وأيضًا أنبه بعدم التطعيم فى حاله ظهور أي أعراض طارئة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال أو القيء أو ضيق في التنفس إلا بعد اختفاء الأعراض. وأخيراً.. تفاءلوا خيراً.. وابتعدوا عن التشاؤم.. وتقاسموا الحديث مع الأصدقاء والأقرباء وإن كان ذلك عن «بعد»، أما إن كان عن قرب فاحرصوا على الاشتراطات الصحية والاحترازات وأهمها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة وتوجيه أبنائكم بذلك.