الله سبحانه هو السَّلامُ لأنه ناشر السَّلامِ بين الأنام، وهو مانح السلامة فى الدنيا والآخرة، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص.. والسَّلَامُ من مماثَلة خَلْقه ومن كلِّ ما يُنافي كمالَه.. والإسلام مشتق من مادة السَّلَامِ الذى هو إسلام المرء نفسه لخالقها، وعهد منه أن يكون فى حياته سلما ومسالما لمن يسالمه.. وتحية المسلمين بينهم هى "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" والرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعوة إلى السلام.. وإفشاء السَّلَامِ.. والله سبحانه يدعو إلى سبل السَّلَامِ باتباع منهج الإسلام وهو سبحانه الذي يدعو عباده إلى دار السَّلَامِ ويبلغ من استجاب منهم إليها. وفي معنى اسمه سبحانه (السَّلَامُ) نخلص إلى معنيين عظيمين لهذا الاسم الكريم: الأول: السلامة والبراءة من كل عيب ونقص في ذاته سبحانه، أو أفعاله، أو أسمائه وصفاته. الثاني: أنه سبحانه مصدر السَّلَامِ والأمن، وكل من ابتغى السلامة عند غيره سبحانه فلن يجدها. والسَّلَامُ ورد في القرآن الكريم على معانٍ منها: - السَّلامةُ: وهي البراءة، وقيل: العافية وتدل على الخلاص والنجاة. - التحية: (الخالصة من سوء الطوية وخبث النية). - اسم من أسماء الله - الإسلام - الثناء الحسن - الخير واللهُ يُسَلِّمُ على عباده في الجنة وقيل الجنَّةُ هي دارُ السَّلام لأن اللهُ يُسَلِّمُ على عباده في الجنة وقيل لأنها دار السلامة من الهموم والآفات، باقية بنعيمها وأهلها في أمان.. وكذا ملائكته؛ فإنَّها تُسَلِّمُ على عباده الصَّالحين عند قَبْض أَرْواحهم وتُطَمئنُهم. فمَنْ علم أنَّ اللهَ السَّلامُ وَجَبَ عليه أن يسلم قلبَه ولسانَه ليكون كما قال صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه». وأن يُؤَدِّيَ حَقَّ اسم الله (السَّلام)؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ السلامَ اسمٌ من أسماءِ اللهِ تعالى وُضِعَ في الأرضِ، فأَفْشوا السَّلامَ بينكم». وإفشاء هذا الاسم سببٌ في دخول الجنة؛ كما أوضح نبيُّ الأُمَّة صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ».. والسَّلامُ من أسباب التآلُف ومفتاحُ جَلْب المودَّة، مع ما فيه من رياضة النَّفْس ولزوم التَّواضُع وتعظيم حُرُمات المسلمين.