الاعتراف بحق أخيك المسلم من أوجب عرى الإيمان ، فالمسلمون إخوة في الله وهذه هي الأخوة الحقيقية وكثيرة هي حقوق المسلم على أخيه المسلم، ولكننا وللأسف الشديد في زمن الماديات التي أعمت البصائر وجعلت عليها الران فأصبح الواحد منا لا يعلم عن جاره المسلم، ولربما تمر به الأيام والشهور ولم ير جاره ولم يسمع له صوتا، وإذا دعاه لا يجب دعوته وإذا مرض لا يعوده، وإذا مات لا يتبع جنازته !ما السبب الذي يجعلك أيها المسلم لا تعترف بحق أخيك المسلم؟ حتى وإن بررت بكثرة مشاغلك الدنيوية فإنها مبررات واهية لا تسقط عن أخيك أي حق من حقوقه التي أثبتها له الإسلام وسوف يكون الحديث اليوم عن أمر من أحد الأمور الستة المذكورة في الحديث الآتي وهو أمر السلام على أخيك المسلم، فانظر ماذا جاء عن نبيك صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن وعض عليها بالنواجذ. جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعدته، وإذا مات فاتبعه)رواه مسلم. فهذه الحقوق الستة جميعها من حق أخيك المسلم عليك، فلا تجهل أو تتجاهل واحدا منها، فإنك لا محالة سوف تحتاج إليها جميعا وتحتاج من يقدمها لك جميعا أو أشتاتا فالأولى المبادرة بعمل الخيرات قدر الاستطاعة ولا تنشغل بأمور فانية عن أمور باقية وزد رصيدك من الحسنات قدر المستطاع وعود نفسك على أن تكون قريبا من أخيك المسلم وبجانبه، فبدأ صلى الله عليه وسلم بالسلام وجعله في بداية هذه الحقوق وذلك لما له من فضائل وبركات في حياة المسلم وما أجمل من أن تقول لأخيك المسلم (السلام عليكم). يقول عليه الصلاة والسلام:(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم، وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال:(تطعم الطعام وتقر السلام على من عرفت ومن لم تعرف) فالسلام هو الأمن والاطمئنان، فإشاعته بين أفراد المجتمع أمر حث عليه ديننا الحنيف لما فيه من الخير العظيم، وما أجمل أن يلقي الإنسان السلام على أهل بيته دخولا وخروجا، وعند استقباله زملاء العمل، وهكذا يجعل المسلم السلام رفيقه في يومه كله، وبهذا التوجيه النبوي يكون المجتمع المسلم متآلفا متماسكا تسوده المحبة، ويعيش الفرد مع أخيه المسلم في دائرة واحدة هي دائرة السلام الذي ينشده الجميع إذا امتثلوا وطبقوا هذه السنة، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ورد ذكره في القرآن الكريم قال تعالى:(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن....) سورة الحشر آية رقم (23). قال بعض المفسرين: السلام: ذو السلامة من النقائص، وفي الدعاء كثيرا ما نقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، فلا حرب ولاإرهاب مع السلام بل الخير كل الخير فيه ويكفي للمسلم شرفا أن ينال من ربه دار السلام والتي نسأل الله الكريم أن يجعلنا وإياكم من أهلها، ولبقية حقوق المسلم على أخيه المسلم بقية إن شاء الله....