شاهدت مقطعًا متداولاً عن معاناة مريض في دولة عربية حيث أصيب بتليف في الكبد وقرر الأطباء إزالة جزء منه ولكن أخطأ الطبيب بدلا من إزالة الكبد قام بإزالة المعدة مما اضطره للخضوع لسبع وثلاثين عملية لإصلاح ذلك الخلل، وبفقده للمعدة التي كان يظن ونظن نحن أنها مجرد وعاء لتجميع الطعام والشراب ثم القيام بعملية الهضم واستفادة الجسم في البناء وإخراج الزائد عن الجسم في عملية أتوماتيكية لا نحس بها، ولكن الأمر كان أكبر من ذلك كما ذكر الأخ الذي ابتلي بذلك حيث صار لا يحس بالجوع ولا بالعطش ولا التذوق ولا التلذذ بالطعام، وعندها أُجبر على تناول الطعام لا ليبقى حيًا ولكن لمد الجسم بما يحتاجه، وأصبح جسمه حساسًا لدرجة إحساسه بشدة البرد في عز الصيف، وأصبح يعاني من عملية البلع حيث أصبح بلع ريقه دونه خرط القتاد، وعندما عرض معاناته على الطبيب المعالج قال له: نعمل لك عملية نوقف بها الريق حتى لا تضطر لإخراجه من فمك وتنال شيئًا من الراحة في الليل والنهار فكانت المفاجأة أن تشقق لسانه ولثته وأصبح ينزف دمًا. وفي خضم هذه المعاناة كان لسانه رطبًا بذكر الله ويعلم يقينًا أن الأعمار بيد الله بل إن ما أصابه جعله أكثر قربًا لله، مقرًا بفضله وعنايته وأنه لم يحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وألهمه الله أن يجرب ماء زمزم ومع استعمال هذا الماء المبارك بدأت حالته تتحسن رويدًا رويدًا مما حير الأطباء وسألوه ماذا يفعل من ورائهم؟! الرجل تعافى تمامًا وعرض قصته على العامة ليس من باب الشكوى ولكن من باب الحمد والشكر لله على النعم التي كان يحمد الله عليها. الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا يوافي نعمه وإن غابت عنا أشياء فقد أخبرنا حبيبنا رسول الله المؤيد من رب العالمين أن نحمد الله بمحامد كنا لا ندرك كنهها ولكن علمنا بعضها بعد ألف وأربعمئة عام، صدق الله وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم.