أوضح عدد من الكتّاب والباحثين، أن التراث بجذوره التاريخية يتجاوز حدوده الزمانية والمكانية ليتقاطع مع الواقع المعاصر، شاملًا العادات والتقاليد والفنون الشعبية والموروث الغذائي والأزياء التقليدية والحِرف اليدوية والشواهد العمرانية، التي تؤكد جميعها عمق الارتباط والاعتزاز بمخزوننا التراثي العريق، مشيدين بفكرة تخصيص جائزة للتراث الوطني ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية نظرًا لانعكاسات الجائزة على نواحٍ عدة بينها تحقيق الوعي الكافي تجاه إرثنا الحضاري الأصيل. «رمزية» وأشاد الكاتب الدكتور محمد المشوح بالجائزة، لما تمثله من تشجيع للمهتمين بالتراث باعتباره أحد أهم مرتكزات المشروع الثقافي الوطني، وبصفته عنصرًا ثقافيًا وحضاريًا يجب المحافظة عليه ودعم من يساهمون في صونه والتعريف به. وقال: «الأمكنة التراثية، ليست مجرد معالم تاريخية فحسب، بل هي استدعاء للأحداث والتجارب التي عايشها الآباء والأجداد، ودلالات رمزية وثقافية لأمتنا وماضينا العريق». مؤكدًا أن المملكة زاخرة بكنوز تراثية تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام. «حفاوة» وأكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تبوك الدكتور مطلق البلوي، أن الجائزة تدفع باتجاه ربط المجتمع السعودي الواعد بتراثه الوطني المادي وغير المادي، مما يعني إعطاء المتلقي والمهتم فرصة للاطلاع على التراث المتنوّع الذي يعكس المستويات الثقافية المختلفة لمناطق المملكة. مشددًا على دورالمؤسسات التعليمية وفي مقدمتها الجامعات في الاحتفاء بالمبدعين والمبدعات الذين أخذوا على عاتقهم البحث والدراسة والاستقصاء في تراث الوطن لجعله في متناول الجميع. «رسوخ» من جانبه ثمّن الكاتب ماجد آل حسنة لوزارة الثقافة إطلاق مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، لما تمثله من إسهام كبير في تشجيع المشاركة المجتمعية في ما يتعلق بالتعريف بالتراث الحضاري والثقافي للمملكة وتعزيز الوعي بأهميته. وقال: «الجائزة تلعب دورًا هامًا في حماية التراث الوطني ونقله للأجيال اللاحقة، وإبراز المواقع التاريخية والتراثية في جميع مناطق المملكة؛ لتبقى حاضرة في وجدان أفراد المجتمع وراسخة في أذهانهم، تخليدًا لتاريخ وطنهم وحضارة أمتهم وعراقة ماضيهم». التعريف بالإرث الثقافي للمملكة الجدير بالذكر أن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية تأتي للاحتفاء بالإنجازات والإنتاجات الثقافية، للأفراد والمجموعات والمؤسسات في مختلف القطاعات الثقافية، وتشجيع المحتوى والإنتاج الثقافي لخدمة القطاعات الثقافية في وزارة الثقافة، إلى جانب تقديمها للدعم المادي والمعنوي للفائزين، كما ستدعم المبادرة تحقيق رؤية المملكة 2030؛ من خلال برنامج جودة الحياة عن طريق: دعم الثقافة كنمط حياة، وتعزيز مكانة المملكة دوليًا. وتهدف جائزة «التراث الوطني» إلى تكريم الأفراد والمنشآت الذين قاموا بالمساهمة في الحماية، والحفاظ، والتعريف بالإرث الثقافي المادي وغير المادي للمملكة، كما تهدف إلى رفع الوعي وتحسين جودة المخرجات الخاصة بالتراث الوطني السعودي بمختلف تصنيفاته سواءً كان تاريخيًا، أو أثريًا، أو حرفيًا، أو صناعيًا، أو عمرانيًا.