التباهي والتفاخر من الخصال السلبية والتي يبتلى بها بعض الأفراد، فمنهم من يتباهى بأمواله وما يملكه من منازل وسيارات، ومنهم من يتباهى بنسبه وأصوله ويقلل من مكانة الآخرين، ومنهم من يتباهى بمنصبه ومكانته، ومنهم من يتباهى بجماله، وهناك أنواع أخرى من التباهي فالبعض يتباهى بسلوكيات سلبية كارتكاب المخالفات وتجاوز الأنظمة والقوانين وغيرها من السلوكيات المرفوضة. من يعمد للتباهي تجده يود أن يظهر أمراً (غير حقيقي) ولو كان ذلك الأمر حقيقياً لظهر بطبيعته دون السعي لإظهاره من خلال التباهي، وهذا ما يؤكد بأن كثيراً من المتباهين ضعفاء الشخصية فهم يسعون من خلال التباهي لجذب الانتباه والحصول على الأضواء أو المدح والثناء أوالإعجاب ولفت الأنظار والبعض يعمد من خلال التباهي إلى إخفاء العيوب كما تجد بأن كثيراً من المتباهين يعانون من قلق وتوتر وضغط نفسي وفراغ داخلي وذلك من خلال سعيهم خلف المظاهر. أصبحنا نرى في وسائل الإعلام وبصفة دورية إلقاء الجهات الأمنية القبض على بعض الأشخاص ممن يتباهون بارتكاب بعض المخالفات سواء حيازة الممنوعات أو الأسلحة أو القيام ببعض التجاوزات أو التطاول على بعض الجهات والقيام بأعمال شاذة أوغيرها من السلوكيات التي لا يتردد هؤلاء في توثيقها ونشرها في مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعية ليتباهوا بمخالفة الأنظمة والتعليمات مما يؤدي بهم إلى الإيقاف واتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم للجهات المختصة. من ابتلي بالتباهي فعليه أن يراجع أوضاعه ويدرك بأن قيمة الإنسان ليست فيما يملك من ماديات بل فيما يملك من أخلاق وسلوكيات حسنة وتصرفات وعلاقات مميزة مع أفراد المجتمع وحتى لو ابتُلي بعض الأفراد ببعض التصرفات الخاطئة فتكون مستورة بينهم وبين أنفسهم دون المجاهرة بها أو التباهي، كما أن على هؤلاء المتباهين أن يعلموا بأن يد العدالة ستصلهم مهما حاولوا التخفي خلف وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة، وستكون وسيلة التباهي هي نفسها الوسيلة التي سيتم إيقافهم من خلالها.