حقق المستشرق عبدالله فيلبي، سبقاً علمياً، حيث استطاع عبور صحراء الربع الخالي العميقة والغامضة أربع مرات، ودوّن التاريخ الجيولوجي والأثري للمملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، قائلاً: «كانت أكثر اكتشافاتي روعة دون شك الفوهات النيزكية الكبيرة بموقع الحديدة في الربع الخالي». وأضاف في جانب جيولوجي آخر: «أنا أول من قدم الدليل على العصر الجوراسي للسلسلة الوسطى من جبل طويق بطول (400) ميل». جاء ذلك في الكتاب الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز بعنوان «أيام عربية أخرى»، للمستشرق عبدالله فيلبي، وكشفت الدارة بأن الكتاب يحتوي على مادة علمية عن المملكة العربية السعودية، تتعلق بالجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والأثرية والجيولوجية، كما ذكر الكتاب بعض إنجازات فيلبي في أثناء عمله الرسمي في الرياض خلال ثلاثين عاما (1925- 1954م)، ودراساته الميدانية ورحلاته داخل البلاد، حيث أكد على جمعه في أثناء تجوله في المملكة ما يزيد على (20000) عينة من الأحافير والنباتات والطيور والحيوانات والزواحف والحشرات التي تم حفظها فيما بعد في متحف التاريخ الطبيعي بلندن. وأشار المؤلف في هذا الجزء من مذكراته إلى إعجابه بشخصية الملك عبدالعزيز الوطنية وحكمته وسياساته الثابتة، مما جعله يعيش عقوداً في السعودية وبجوار مؤسسها -طيب الله ثراه-، حيث نحا المؤلف منحى الضد مع الحضارة الغربية المادية منحازاً للحياة الإنسانية الأصيلة والفطرية التي يعيشها المواطن العربي عامة والمواطن السعودي خاصة. ويعد الإصدار الجديد من القطع الصغير مكملاً لكتاب «أيام عربية» الذي نشره فيلبي عام 1948م، عن سيرة حياته وآرائه حول مختلف القضايا وعلاقاته ومواقفه مع الآخرين، مما يظهر أهمية الإصدار الجديد الذي سيكون متوفراً في قائمة مبيعات الدارة من خلال مركز مبيعاتها في المعذر وفي مقرها الرئيس، وكذلك في معرض الرياض الدولي للكتاب المقبل ومن خلال موقعها الإلكتروني. وبهذا الإصدار تضيف الدارة إصداراً جديداً إلى قائمة المذكرات الشخصية التي تهتم بها وتلقى رواجًا بين المثقفين والقراء لمعلوماتها التاريخية المساندة للحقائق والوقائع البارزة، ويعد كتاب «أيام عربية أخرى» الإصدار التاسع والعشرين في سلسلة «كتاب الدارة» التي تكون عادة لموضوعات متنوّعة في الرحلات والأدب واللغة والسير الذاتية.