بعيداً عن السياسة.. وبعيداً عن ما يحدث في هذا العالم المُضطرب.. وبعيداً عن كُل ما يعكر صفو الحياة.. يوم الخميس الماضي كُنت في رحلة برية .. ولأنها الصحراء.. لا بُد فيها من الحديث عن الشعر والحُب.. كان السؤال المهم الذي أثار النقاش بين الرفاق.. هل يمكن للإنسان أن يُحب من لم يرَ، أن يتعلّق قلبه ويصل حد اللهفة والشغف والحنين؟!. كانت الإجابات مُتضادة، والبعض كان حاداً في الطرح. لكن دائماً ستجد صوت عقل يكبح تطرّف بعض الآراء. أحد الرفاق قال: نعم الأذن تعشق أحياناً قبل العين، وهذا أخطر أنواع العشق، لأنك تحتاج أن تسيطر على مشاعرك تجاه هذا العشق من أجلك قبل أي شي آخر. وأكمل حديثه.. الحُب أجمل شيء في الدنيا، كيفما كان وكيفما أتى، ويزداد عذوبة وجمالاً إذا كان مع آخر يستحق كل هذا الحُب.. وفي عشقٍ كهذا بلا شك ستضعف القُدرة على المواجهة والصمود، لذلك يجب أن لا تعتبر ما يحدث سوءاً، فهذا الضعف لأنك تحب، الحُب دائماً نقطة ضعفنا وقوتنا بنفس الوقت.. لكنه يُجمّل حياتك بالأخير، ويعطيها رونقاً ومعنىً.. إذا كان من أحببت دون أن ترى يستحق هذه المشاعر يجب أن تُحاول لتصل، وإن حالت الظروف بينكم هنا لا بُد لك أن تؤمن أن الحياة لا تمنحنا كل ما نريد وكل ما نتمنى.. يا رفاق أحبوا ما استطعتم، فالحياة تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها، وهذا الشعور هو أحد هدايا هذه الحياة لنا، يجب أن تُصان هذه المشاعر ويتم التعامل معها كحقيقة وليست وهماً.. أخيراً.. أنهى رفيقنا حديثه الرائع، واتفق الجميع معه، وكنت حينها أنهيت قصيدةً تُناسب حديثنا، عرفوا من ابتسامتي أنني كتبت شيئاً.. قالوا هات ما كتبت.. قلت قصائدي مشاعر، ومشاعري ملكية خاصّة.