تعكس تجربة زيارة محمية «عروق بني معارض» الواقعة على الحافة الغربية من الربع الخالي ما تحفل به المملكة من تنوع سياحي غنيّ بالاكتشاف والمغامرة، وبالتراث والثقافة أيضاً؛ فعلى مقربة من المحمية تقع قرية الفاو الأثرية الزاخرة بالكثير من الآثار والمنحوتات التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد؛ مما يفتح المجال للعديد من الخيارات والتجارب السياحية والتاريخية الشيّقة، وهو ما يحرص عليه موسم «شتاء السعودية» عبر وجهاته وباقاته المتنوعة. وتتميز محمية «عروق بني معارض»، بأنها أول محمية نموذجية في المملكة تطبق تقنيات المراقبة الحديثة بطائرات التحكم عن بعد «الدرونز»، واستخدامها في إجراء المسوحات البيئية ودراسة الحياة الفطرية بالمحمية. وتتمتع المحمية التي تشغل مساحة 12787 كيلو متراً مربعاً، بتنوع الحياة الفطرية وثرائها، كما تُعد موطناً لأروع المواقع ذات المشاهد الطبيعية الساحرة في صحراء الربع الخالي التي تعد الصحراء الرملية الأكبر في العالم؛ فالمحمية هي آخر موطن في الجزيرة العربية شُوهد فيه المها العربي، وتم تنفيذ برنامج مكثف لإعادة توطينه إلى جانب غيره من الحيوانات النادرة مثل ظباء الريم، والغزال الجبلي، والوعل، والنّعام العربي، التي كانت موجودة سابقاً في المنطقة، وتم العمل على توطينها؛ حتى تأقلمت تلك الحيوانات وتكاثرت طبيعياً في بيئة المحمية، وباتت تتنامى بشكل متواصل. وتعد محمية «عروق بني معارض» بيئة ذات أنماط حماية متعددة، ومحمية حرة غير مسوّرة، ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إدراجها ضمن المناطق المحمية العالمية، بالإضافة إلى ترشيحها ضمن برامج المحافظة العالمية، مثل برنامج التراث العالمي الطبيعي التابع لمنظمة اليونسكو، وبرنامج المناطق المحمية الخضراء التابع للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. ونظراً لمميزات المحمية وثرائها الطبيعي والحيوي في مجال السياحة البيئية، أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة بالتعاون مع عدد من شركات القطاع الخاص التي تعمل في المجال السياحي ضمن تجاربها المميزة في موسم «شتاء السعودية» الذي أطلقته مؤخراً، ويستمر حتى نهاية شهر مارس من العام المقبل 2021م، عبر أكثر من 17 وجهة على مستوى المملكة، ومن خلال أكثر من 300 تجربة وباقة سياحية متنوعة.