احتفى العالم العربي مؤخرًا باليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر.. تلك اللغة العظيمة في قدرها ومكانتها، والعريقة في أصلها وبلاغتها، والغنية في مفرداتها ومعانيها. فكيف لا، وهي اللغة التي أنزل الله تعالى بها أقدس كتاب، وختم بها أعظم الرسالات والأديان، على أفضل الخلق والأنام. ولم لا، وهي اللغة التي تفردت بجميع مخارج الحروف، وتفوقت بدقة وبلاغة معاني مفرداتها، وتميزت بتنوع وتعدد صورها وأساليبها اللغوية. والاحتفاء الحقيقي باللغة العربية، لا يكون برفع الشعارات وصدح العبارات التي تتغنى بها فحسب، بل يكمن أساسًا في التمسك والاعتزاز بها، وجعلها الأولى في أسلوب حياتنا تحدثًا وكتابة، وعدم اسقاط مفردات أجنبية في سياق الحديث بها كما يفعل البعض لإيصال فكرته وتوضيح هدفه.. فاللغة التي حوت كتاب الله حرفًا ومعنى وأسلوبًا وبلاغة، لن تعجزها مفردات ومعاني الحياة في التعبير عنها، والأمة التي لا تتمسك ولا تعتز وتفتخر بلغتها، لن يتمسك بها ويقدرها من لا ينطق بها، فما حك جلدك مثل ظفرك.