مع المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا تدور في ذهني فكرة إنشاء مركز سعودي عالمي متخصص فى الأبحاث الطبية يتضمن في منظومته مركز بحثي متقدم فى المجال الطبي ومهمته الاستكشاف للعلوم البحثية والتدريب للكوادر والأطقم الطبية لأبناء المملكة.. كما يمكن البحث عن معظم العلماء العرب الذين هاجروا بسبب عدم وجود الدعم والتمويل بجانب العلماء الأجانب الذين ممكن نستخلص منهم خلاصة أبحاثهم، ويجب العمل على تأسيس كيان مؤسسي يخضع للضوابط المالية والقانونية ومخاطبة المنظمات غير الرسمية التي تعمل على تمويل مثل تلك المشاريع، والعمل على إعداد بروتوكول بين المؤسسة وكل المعاهد الدولية فى مجال البحث العلمي لعمل دورات وتبادل الخبرات وعمل البعثات، وتعزيز التعاون مع وزارة البحث العلمي بالمملكة فى توفير كوادر وتبادل خبرات واعتماد شهادات معترف بها وتوثيق براءات الاختراع. ولنا أن نتصور لو توصلنا لاكتشاف عقار جديد أو لقاح أو جهاز جديد فى مجال البحث الطبي أو الوصول إلى علاج نهائي للأمراض المستعصية مثل السرطان أو السكري أو الضغط أو غيرها، لاشك بأن مثل هذا المشروع الضخم سيكون له انعكاسات إيجابية عالمية كبيرة ليس فقط على المستوى الوطني بل العربي والعالمي، إذ يمكن دعمه بعدة أوجه منها رجال الأعمال، الزكوات، والدعم الخيري من المساهمين الخيريين، والجمعيات الخيرية وتكون تحت إشراف حكومي. وتكمن أهمية هذا المركز في مواجهة كل الفيروسات والسعي نحو ايجاد لقاحات وقائية بجانب إعداد دراسات وأبحاث تخدم المجتمع، فنحن في عصر نشهد بين فترة وأخرى حروبا فيروسية قاتلة، والأهم من كل ذلك أن الفيروسات أصبحت في وقتنا الحاضر تكتسب خاصية التحور الجيني وسرعة الانتشار. يحدوني الأمل أن تحتضن بلادي مركزا طبيا متخصصا خاصا للأوبئة والفيروسات والأبحاث الطبية وإعداد اللقاحات كمشروع علمي وإنساني ضخم، وسيكون له بصمة عالمية في خدمة رسالة الطب، واتمنى أن أرى هذه الدعوة لهذا المشروع العظيم فى خدمة الانسانية أن يمول بجهود ذاتية وباحتضان ورعاية حكومية أسوة بما يحدث في العالم كله.