هل يكون التحالف والاندماج خيارا استراتيجيا للمنشآت بعد 2020م؟ ... لقد أثبتت التغيرات والتحولات الحادثة في الاقتصاديات العالمية المصاحبة لتداعيات جائحة كورونا أن التحالف والتكامل بين الاقتصاديات أصبح ضرورة اقتصادية واجتماعية تفرضها مثل هذه الظروف وأن المستقبل هو التكامل والتحالف وضخ الاستثمارات في القطاعات الأساسية مثل الغذاء والدواء والخدمات الطبية وسلاسل الإمداد والتي تعنى في المقام الأول بتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان خاصة في ظل مثل هذه الأزمات التي قيدت حركة الإنسان وأدت بالاقتصاديات الكبرى بالانغلاق مما أدى إلى حدوث حالة من الانكماش والركود أثرت بشكل واضح على مستوى تقديم الخدمات للفرد والمجتمع.. فهل أصبح إقامة التحالفات والتكتلات مع الشركات متعدة الجنسيات ضرورة لمواجهة مثل هذه الأزمات؟ وفي ظل هذه التغيرات والتطورات تظهر أهمية إقامة وتفعيل العلاقات والاستثمارات عبر علاقات تجارية قائمة على التحالف والتكتل لمواجهة تحديات وعقبات أفرزتها جائحة كورونا والتي أجبرت الاقتصاديات على ضرورة أن تبنى علاقات وتحالفات تلبي احتياجات مجتمعها في مثل هذه الأزمات، فالمرحلة القادمة بعد انتهاء جائحة كورونا إن شاء الله تعالى تبين أنه لابد من الانتشار الأفقي لهذه الشركات والاستفادة من خدمات توحيد الشراء أو الشراء الموحد ولابد من الاستفادة من إمكانيات الموارد البشرية، وعليه يمكن إقامة تكتلات بين الشركات العاملة في القطاع الواحد، مما يساعد على تضافر الجهود وتوحيد الإمكانيات والاستفادة من الخبرات والعلاقات ومواجهة المنافسة الكبيرة الحادثة في السوق المحلي والإقليمي والدولي نتيجة للتغيرات الحادثة في الساحة الاقتصادية وذلك لنشر ثقافة تكوين تكتلات وعمل تحالفات بين المؤسسات أو الشركات العامة في القطاعات المختلفة خاصة قطاعات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد والخدمات الطبية والصحية. لذا فإن ما واجهته الاقتصاديات من تداعيات نتيجة جائحة كورونا يتطلب توحيد جهودها والعمل على إقامة تحالفات اقتصادية وإندماجات بين المنشآت حتى تستطيع مواجهة التحديات العالمية ولاشك أن ذلك سوف يعود بالنفع على كافة الدول لتفادي هذه التداعيات. مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية